04:00 م
السبت 31 أغسطس 2024
كتب- محمد شاكر:
تستعد وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، للانتهاء من مشروع تطوير وإعادة تأهيل متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل؛ ليعرض رؤية استراتيجية جديدة وسيناريو عرض متحفي متطور للمجموعات الأثرية به، ليكون في حلته الجديدة مقصداً حضارياً وسياحياً يجذب المزيد من الزائرين والسائحين؛ لا سيما المهتمين بمنتج السياحة الثقافية، بالإضافة إلى الاستمرار في تقديم ونشر رسالته التعليمية والثقافية والإسهام في بناء الفكر ورفع الوعي الأثري والحضاري لدى جميع فئات المجتمع.
وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الأعمال بمشروع تطوير المتحف تجري على قدم وساق؛ للانتهاء منها وافتتاح المتحف في أقرب وقت ممكن، موضحاً أن مشروع التطوير يتضمن الأعمال الإنشائية والمعمارية والفنية من حيث القيام بأعمال تنظيف الأرضيات والجدران الخارجية، وعزل الأسقف والدهانات مع الحفاظ على الطابع المعماري والأثري الخاص بالمتحف، بالإضافة إلى تطوير وصيانة التكييف المركزي، وتركيب نظم إضاءة حديثة مع تطوير منظومة التأمين والمراقبة؛ حيث تم تركيب أحدث أنواع كاميرات المراقبة وأجهزة إنذار الحريق والسرقة. ويشمل المشروع أيضًا إعداد سيناريو عرض متحفي متطور ليكون أكثر جاذبية وشمولًا بما يتفق مع أساليب العرض المتحفي الحديثة.
وقام مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، خلال هذا الأسبوع، بجولة تفقدية للوقوف على الموقف التنفيذي ومستجدات أعمال مشروع تطوير المتحف، وتفقد معامل الترميم به؛ لمتابعة أعمال الترميم الجارية للقطع الأثرية التي من المقرر عرضها وفقًا لسيناريو العرض المتطور للمتحف.
وأشار رئيس قطاع المتاحف إلى أنه وفقًا للرؤية الجديدة لسيناريو العرض المتحفي والتي وضعتها اللجنة العُليا لسيناريوهات العرض المتحفي بالمجلس الأعلى للآثار، سيتم انتقاء أهم القطع الأثرية وتصنيفها كمجموعات نوعية مع تخصيص كل قاعة من الـ15 قاعة للمتحف؛ لعرض مجموعة بعينها من مجموعات الأمير محمد علي توفيق صاحب القصر، بحيث يكون هناك قاعة لعرض مجموعة الحلي الخاصة بأسرة الأمير، وأخرى لعرض المخطوطات، وثالثة لعرض السجاد والمفروشات النسيجية، وغيرها للأسلحة النادرة، وقاعة للزجاج، وأخرى للبورسلين، فضلًا عن تخصيص قاعة لعرض اللوحات الزيتية لأفراد أسرته، إلى جانب قاعة لبعض المقتنيات والمتعلقات الشخصية له وقاعة أخرى لمقتنيات أمينة هانم إلهامي والدته والتي سيعرض بها أيضاً السرير الخاص بها المصنوع من الفضة والمعروف بسرير الوالدة باشا، إلى جانب بعض اللوحات الزيتية لها، بالإضافة إلى العديد من القطع الأثرية النادرة والمهمة التي سوف يستمتع بها الجمهور.
وأضاف رئيس قطاع المتاحف أن أعمال التطوير جاءت تحت الإشراف الكامل للمجلس الأعلى للآثار، إلى جانب عدد من الجهات؛ حيث تم ترميم قاعتَين من قاعات المتحف، بالتعاون مع جمعية أصدقاء قصر الأمير محمد علي توفيق، بالإضافة إلى 6 قاعات تم ترميمها بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
وقالت آمال صديق مدير عام المتاحف التاريخية ومدير عام متحف قصر المنيل، إن الأمير محمد علي توفيق أنشأ هذا المتحف داخل قصره بعد أن انتهى من فرش جميع السرايات والقاعات به وتبقى لديه العديد من القطع الأثرية النادرة التي لم يتم توظيفها بعد.
وأضافت صديق أن قصر الأمير محمد علي توفيق بالمنيل، يُعد أحد أجمل وأهم القصور التاريخية في مصر، فهو مدرسة فنية جامعة لعناصر الفنون الإسلامية المختلفة ليُمثل فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث.
وبدأت فكرة تحويل القصر إلى متحف بعد وفاة الأمير تحقيقاً لوصيته، وتم إغلاق القصر عام 2005، وأعيد افتتاحه بعد الانتهاء من مشروع ترميمه عام 2015، كما أعيد افتتاح متحف الصيد بالقصر عام 2017.
شيد قصر الأمير محمد علي توفيق نجل الخديوي محمد توفيق في الفترة ما بين عامي 1900 و1929، حيث بدأ في بناء سراي الإقامة، ثم سراي للاستقبال، سراي العرش، المسجد، المتحف الخاص، متحف الصيد، برج الساعة، والقاعة الذهبية، جميعها بداخل سور ضخم شُيد على طراز حصون القرون الوسطى. أما باقي مساحة القصر فقد تم تخصيصها لتكون حديقة تضم عددًا من الأشجار النادرة والنباتات التي قام الأمير بجمعها من مختلف دول العالم، كالصبار والتين الهندي والنخيل الملكي ذي الجذوع البيضاء والبامبو والفيكاس.