“لو عايز تتفسح ببلاش”.. 20 صورة لمعبد بن عزرا الذي صلى به النبي موسى
02:03 ص
الثلاثاء 03 سبتمبر 2024
كتب- محمد شاكر:
أيام قليلة تفصلنا عن انتهاء الإجازة المدرسية، وهو الوقت الذي تستغله الأسر المصرية في الاستمتاع بهذه الأيام قبل بدء الدراسة.
وفيما يلي نستعرض أحد أهم الأماكن الأثرية، المفتوحة أمام الجمهور بشكل مجاني، ويمكن من خلال زيارتها قضاء وقت ممتع عبر استعادة جزء من تاريخ مصر، وهو معبد بن عزرا، وفيما يلي نقدم أبرز المعلومات حول تاريخه..
كنيس بن عزرا هو أحد المعابد اليهودية المصرية، ويقع في منطقة الفسطاط (حي مصر القديمة)، ويعد واحد من أكبرها وأهمها، وخصوصا مع تولي الحكومة المصرية له بالرعاية وترميمه، وتحويله لأثر ومزار سياحي، نظرا لاحتواء مكتبته على نفائس الكتب والدوريات اليهودية التي تؤرخ لوجود طائفة اليهود في مصر.
وأعاد افتتاحه بعد الانتهاء من أعمال ترميمه، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ورافقه أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار السابق، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية السابق، واللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة السابق، منذ عام في يوم ١ سبتمبر ٢٠٢٣.
المعبد في الأساس كان كنيسة تسمى «كنيسة الشماعين» وقد باعتها الكنيسة الأرثوذكسية للطائفة اليهودية، عندما مرت بضائقة مالية نتيجة لزيادة الضرائب التي فرضت عليها وقتها، وسمي المعبد بهذا الاسم نسبة إلى «عزرا الكاتب» أحد أجلاء أحبار اليهود، ويسمى أحيانا بمعبد الفلسطينيين، أو معبد الشوام.
يروي اليهود أن هذه البقعة هي مكان كان سيدنا موسى عليه السلام، قد استخدمها للصلاة بعد أن أصاب البلاد الطاعون وفقا للقصة المعروفة. وتروي قصص أخرى أن النبي إيليا (إلياهو) كان قد تجلى للمصلين هناك أكثر من مرة، وأن المعبد يحوي رفات النبي إرميا، فضلا عن قصة مخطوطة التناخ القديمة العروفة الآن بـمجلد حلب (Aleppo Codex) التي كتبها الماسورتي موشي بن آشير، ابنه أهارون بن آشير من طائفة اليهود القرائين وقام بتنقيطها لكي تنطق صحيحًا بدون تحريف ونقلت بطريقة ما إلى طائفة اليهود بحلب الشام، ويقال أن هذه النسخة هي التي تم بها ضبط وتنقيح نسخ التناخ الحالية.
وقد استخدمت المعبد على مر التاريخ غالبية طوائف اليهود في مصر، فاستخدمه اليهود العراقيين، وهم اليهود القرائين واليهود الشاميين، والأشكناز، والسفرديم، وانتهى به الحال كمعبد لليهود الربانيين بعد انتقال طائفة اليهود القرائين إلى قاهرة المعز في العصر الفاطمي وهم الذين يتحدثون العربية كلغتهم الأصلية.
المعبد مكون من طابقين شأن عدد كبير من المعابد والمحافل اليهودية، الأول يستخدم للمصلين من الرجال والثاني لصلاة السيدات، والمعبد يستقبل القدس، ويحوي صفين من الأعمدة الرخامية ذات التيجان البديعة، وينقسم إلى ثلاثة أقسام، أكبرهم هو الأوسط الذي تعلوه (شخشيخة) أو فتحة الإنارة والتهوية وفي وسطه منصة الوعظ وحولها مقاعد المصلين، والهيكل في الجانب الشرقي، ويحوي تابوت العهد ولفائف التوراة.
ولا زال هناك إقبال كبير على زيارة المعبد من مختلف سياح العالم، على اختلاف دياناتهم واتجاهاتهم، لما له من قيمة جمالية، وتاريخية.