عام من الحرب.. كيف سيطرت غزة على السينما العالمية وعروض الأزياء؟
07:53 م
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
كتبت- سلمى سمير:
مضى عام منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في حرب لم يقتصر صداها من الأعمال العسكرية أو الأحداث على القطاع فقط، بل امتدت إلى عدة بقاع في العالم على شكل عدة أحداث وتطورات بمجالات عدة سواء في العلاقات الدبلوماسية بين الدول أو التظاهرات في الخارج ,حتى في مجال الفنون والأزياء.
ظهر التأييد الواضح للقضية الفلسطينية، حتى في المقابلات التلفزيونية والمهرجانات العالمية للأعمال الفنية مثل مهرجان “كان” المقام بفرنسا الذي ظهرت فيه عارضة الأزياء بيلا حديد بفستان بالعلم الفلسطيني إعراب منها عن موقفها الواضح بدعم الشعب الفلسطيني.
هووليود
لم يقتصر الحديث عن القضية الفلسطينية والانتهاكات التي يتعرض لها قطاع غزة في إطار تصريحات المسؤولين فقط، بل وصل أيضًا إلى هووليود مصنع إنتاج أكبر الأفلام والأعمال السينمائية الدولية، والتي أُسندت إليها اتهامات تعمد الإساءة إلى الفلسطينيين خلال الأعمال المنتجة، وهو ما ظهر جليًا خلال حملة التوقيعات التي كونتها مجموعة مكونة من 70 مخرجًا فلسطينيًا في هووليود يتهمونها بـ “إزالة الصفة الإنسانية” عن الفلسطينيين على مدار عقود خلال أعمالها المنتجة.
ألقى المخرجون الذين جاء بينهم هاني أبو أسعد المرشح لجائزة الأوسكار مرتين باللوم على هووليود في الدمار الذي لحق بقطاع غزة خلال الحرب، بالقول إن الصورة التي رسمتها مدينة إنتاج الأفلام ساهمت في إلحاق ضرر كبير بأهالي القطاع.
على جانب آخر لم يقتصر الأمر على التنديد، بل ترشح فيلم “إنها بيسان من غزة ولا زالت على قيد الحياة” إلى جائزة إيمي للأفلام الإخبارية والوثائقية لعام 2024، والذي يسرد قصة عائلة الصحافية والمخرجة الفلسطينية بيسان عودة التي فرت عائلتها من القصف الإسرائيلي على غزة، وهو ما واجه في المقابل معارضة واسعة رفضت ترشيح الفيلم للجائزة من قبل جماعات أمريكية داعمة لإسرائيل اتهمت منتجي الفيلم بالتعاون مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تصنفها واشنطن جماعة إرهابية.
سينما من أجل غزة
في لافتة هدفت لجمع التبرعات من أجل تقديم الدعم الإنساني اللازم للفلسطينيين في غزة، أطلق عدد من الممثلين وصناع السينما مزادًا تحت اسم “سينما من أجل غزة” بهدف جمع المقتنيات الفنية اللافتة وبيعها وجمع أرباحها لصالح المتضررين في القطاع، وكان من بين المتبرعين النجم الأمريكي خواكين فينيكس الحاصل على جائزة أوسكار لعام 2020 وبطل فيلم “الجوكر” الذي قدم بوستر فيلمه الذي يحمل توقيعه.
استطاع المزاد جمع تبرعات بأكثر من 200 ألف دولار، كما شاركت في المزاد الممثلة الأمريكية بطلة مسلسل “ذا كراون” الذي عُرض على منصة “نتفيليكس” إيما كورين، إضافة إلى عدد كبير من مشاهير هوليوود الذين تبرعوا لصالح المزاد، لتُقدم تبرعاتهم لاحقًا لصالح منظمة “ماب” المهتمة بتقديم المساعدات الطبية للفلسطينيين.
يوروفيجن
على وقع الحرب ضربت الموسيقى أيضًا نغمات المعركة على طريقتها الخاصة في مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” ، والتي شهدت جدلًا خاصًا هذا العام بمشاركة المغنية الإسرائيلية إيدي جولان في المسابقة، وسط جدل واسع رفض انضمامها وصل حد اندلاع مظاهرات بلغ قوامها عشرات الآلاف من المحتجين على تمثيل إسرائيل في مسابقة بينما يبيد جيشها أهالي غزة في مجازر يومية.
وصل الأمر حد انسحاب متنافسين من المسابقة اعتراضًا على مشاركة المغنية الإسرائيلية بينهم المتسابقة النرويجية أليساندرا ميلي قبل ساعات من بدء نهائيات المسابقة التي تأهلت أيضًا لها جولان.
تلقت جولان دعمًا غير عادي نظرًا للتوقيت وللاسم الذي تمثله حيث استضافها الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج في منزله بالقدس المحتلة قبيل سفرها إلى السويد للانضمام إلى المسابقة لتأكيد دعمه لها وقوله لها “ستلوحين بعلم إسرائيل” كنوع من التحفيز لها.
كما خصصت السلطات السويدية حراسة أمنية خاصة لجولان وصلت حد توفير موكب من الحراسة الأمنية لها في الطريق وتحليق الهليكوبتر من فوقها لتأمينها، لكن ذلك لم يضمن تأهلها في النهاية للفوز.
أغاني
في تضامن ليس الأول من نوعه، أعربت عارضة الأزياء الأمريكية صاحبة الأصل الفلسطيني بيلا حديد عن تضامنها مع القضية الفلسطينية بمشاركتها في فيديو كليب تحت عنوان “غزة تنادي” والتي أداها المغني السوداني الكندي مصطفى شعر.
ظهرت بيلا في الأغنية بمشاعر حزينة رفقة طفل صغير يبدوان بمظهر حزين وقلق عن عائلتهم التي تقطع بها السبل في قطاع غزة، مع تصاعد العدوان والقصف والعنف الإسرائيلي.
وبيلا هي من أشد الداعمين لغزة، وظهر ذلك منذ بداية الحرب، مع نشرها رسالة طويلة عبر حسابها الشخصي، كشفت فيها عن تعرضها لتهديدات بالقتل لها ولعائلتها في حال تحدثت عن الحرب في القطاع، بالقول “أعتذر عن صمتي الفترة الأخيرة جراء ما يتعرض لها الأبرياء في قطاع غزة من قتل وتشريد”، مؤكدة أنها لن تختار الصمت إزاء جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
الكوفية الفلسطينية
خلال ذلك العام وجد كثيرين في الوشاح الفلسطيني رمزًا للتعبير عن موقفهم المندد بالمجازر الواقعة داخل القطاع حتى وإن كان لن يتكلموا، ظهر ذلك في عرض أزياء قدمه مصمم الأزياء الباكستاني عمران راجبوت.
قدم عمران عرض أزياء بدائه برفع لوحة كتب عليها “لكل طفل لكل عائلة السلام لفلسطين”، ثم جاء بعد ذلك عرض الأزياء الذي سيطرت عليه فكرة الكوفية الفلسطينية التي استوحى منها تصميم الأزياء فكان العلم الفلسطيني بصمة تميز كل إطلالة ظهرت.