حوادث

داليا” في دعوى إثبات نسب: “ابني نفسه يقول كلمة بابا

كتبت- فاطمة عادل:

“عمار” 4 سنوات، يركض ويتجول رفقة والدته كل يوم. لكنه يشعر بشيء ينقصه في حياته الصغيرة في كل مرة يرى أصدقاءه ينادون على آبائهم بكلمة “بابا”، كان يتوقف وينظر حوله بحزن.

الطفل الصغير لا يعرف كيف يبدو شعور أن يكون لديه أب يناديه “بابا”، لأن والده كان بعيدًا عنه ووالدته منذ وقت طويل. كانت أمه تحاول تعويض هذا الفراغ بحبها وحنانها، لكنها كانت تعرف في قلبها أن هناك شيئًا لا يمكنها ملؤه وحدها.

في أحد الأيام، بينما كان “عمار” يلعب مع أصدقائه، سمع أحد الأطفال ينادي على والده فجأة توقف عن اللعب واقترب من والد الطفل الذي كان يجلس على مقعد قريب نظر إليه بعينيه البريئتين وقال: “عمو، ممكن أقول لك بابا؟”.

ابتسم الرجل بلطف، ثم جلس على ركبتيه ليتحدث مع “عمار”على مستوى عينيه. قال له: “يا بطل، أنا لست والدك، لكن أنا متأكد أن والدك يحبك جدًا مهما كان بعيدًا”، أحس الطفل بشيء من الحزن، لكنه استمر في التمني وعندما عاد إلى المنزل في المساء، جلس بجانب أمه وسألها: “ماما، ليه أنا معنديش بابا زي بقية الأطفال؟”.

تنهدت أمه وأخذت الطفل في حضنها، وقالت بلطف: “بابا بيحبك كثيرًا يا عمار، لكنه الآن بعيد عنا، أحيانًا الحياة تكون صعبة، لكن ليس معنى ذلك أن والدك لا بيحبك”، نظر الطفل في عيني أمه وقال: “نفسي بس أقول كلمة بابا”.

في تلك الليلة، ذهب “عمار” إلى سريره وأغمض عينيه متمنيًا أن يعود يومًا ويستطيع أن ينادي “بابا”. كان يعرف في قلبه الصغير أن ذلك اليوم سيأتي، وكل ما عليه هو أن يتحلى بالصبر، وفي يوم من الأيام، بينما كان “عمار” يلعب في حديقة محكمة الأسرة، شعر بيد قوية تلمس كتفه، استدار، وإذا بوالده واقفًا أمامه، ارتجف قلبه فرحًا وهو يقول بصوت مرتجف: “بابا؟”، لكنه تركه وهرب داخل المحكمة.

“مش ابنى ومتجوزتهاش” بتلك الكلمات برر “خالد” تواجده داخل المحكمة بعد أن أقامت “داليا” دعوى إثبات نسب ضده، حملت رقم 380 لسنة 2023، ولا تزال الدعوى منظورة أمام المحكمة لم يتم الفصل بها حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى