03:46 م
الإثنين 25 نوفمبر 2024
كتبت- فاطمة عادل:
جلست “شيماء.م”، 30 سنة، ربة منزل في قاعة المحكمة، تبدو حازمة، لكنها لم تخفِ نظرات الحيرة على وجهها، قالت للقاضي بصوت واضح: ” أنا كنت أظن أن الزواج شراكة ومسؤولية مشتركة، ولكن زوجي اختار أن يهرب من هذه المسؤولية ويضيع أيامه كلها في لعب الشطرنج”.
بدأت القصة حين تعرفت “شيماء” على زوجها”على.ب”، 36 سنة، قبل خمس سنوات، إذ كان شابًا مثقفًا ومحبًا للشطرنج كهواية لكنها لم تتوقع أن تتحول هذه الهواية إلى هوس يلتهم وقت الأسرة بالكامل.
تكمل الزوجة حديثها”في البداية كنت أقدر اهتمامه باللعبة لكن الأمر تطور، أصبح يقضي ساعات طويلة في المقاهي وعلى الإنترنت يتنافس مع الآخرين، بينما أتحمل وحدي عبء البيت والأطفال حتى في عطلة نهاية الأسبوع، كنت آمل أن يقضي وقتًا معنا، لكنه يفضل اللعب”.
وأضافت، بلهجة متأثرة: “حاولت الحديث معه مرارًا. طلبت منه التوازن بين شغفه ومسؤولياته، لكنه تجاهلني تمامًا، حتى أنه استدان أموالًا ليشتري معدات وأدوات للشطرنج، حينها أدركت أنني أعيش وحدي في هذا الزواج”.
لم تجد “شيماء” حلًا سوى اللجوء إلى القضاء لإنهاء هذا الزواج الذي وصفته بأنه أشبه بـ”شراكة مع شطرنج وليس مع إنسان”.
القاضي استمع بإمعان، محاولًا تهدئة الأمور، طلب مقابلة الزوج الذي أصر على أنه لم يرتكب أي خطأ، قائلاً: “الشطرنج ليست لعبة فقط، بل هي فن ورياضة ذهنية لماذا تُلامني على حب شيء يُنمي عقلي؟”.
لكن شيماء ردت بحزم: “الفن لا يُطعم الأطفال، ولا يعلّمهم المسؤولية إذا كنت تحب الشطرنج إلى هذه الدرجة، فلماذا تزوجت”.
اختتمت الجلسة بقرار تأجيل النظر في الدعوى التي حملت رقم 1920 لسنة 2023، لكن شيماء كانت واثقة أن قرارها نهائي، لأنها أدركت أن شريك حياتها اختار اللعبة على حساب أسرته.