06:39 م
الإثنين 25 نوفمبر 2024
كتب – محمد شعبان:
أزمة صحية مفاجئة اضطرت فتاة للتوجه إلى أقرب مستشفى، الطبيب المعالج أخبرها بضرورة خضوعها لتدخل جراحي في أقرب وقت ممكن حرصًا على سلامتها ومنعًا لتدهور حالتها.
ورغم مخاوف أسرة الفتاة العشرينية، منحوا الطبيب موافقة سريعة على إجراء عملية دقيقة بالقلب. أمام غرفة العمليات اصطفت أسرتها وعيونهم لا تفارق سرير يقلها للداخل، طمأنوها بأن “شكة دبوس وهتطلعي بالسلامة” لكن لم يدر بخلد أحدهم بما سينتظرها بالداخل.
بعد مرور قرابة الساعة، خرج الطبيب وعلامات الراحة ترتسم على تقسيمات وجهه البشوش، قابل أسرة مريضته بابتسامة وزف لهم الخبر السعيد “الحمد لله العملية نجحت.. شوية تفوق من البنج وهينقلوها أوضتها”.
ما بين ساجد شكرًا ورافعًا لأكف الضراعة للسماء خضوعًا لله فرحًا بنجاح العملية تصرف مشين تعرضت له ابنتهم خلف أبواب غرفة العلميات، عدم استعادتها كامل وعيها حال دون استغاثتهم بأفراد عائلتها لنجدتها من أنياب ذئب بشري وليس ملاكاً للرحمة.
الفصل الأهم في القصة بدأ مع استفاقة الفتاة، غلبتها دموعها وأسرعت والدتها لاحتضانها “مالك يا بنتي.. ما الدكتور طمنا وقال انك هتبقي كويسة؟”. في هذه اللحظة أزاحت العائدة من الموت حملا ثقيلا عن كاهلها، أخبرتهم بالطامة الكبرى “الممرض اتحرش بيا جوا”.
للوهلة الأولى لم تستوعب الأسرة حديث ابنتهم، كابوس مرعب عاشت تفاصيله قبيل زوال مفعول “البنج” واستعادتها لوعيها “استغل اني مش مركزة وعمل حاجات قلة أدب”.
لم تكد تفرغ الفتاة من روايتها حتى انطلقت أسرتها إلى نقطة الشرطة الملحقة بالمستشفى لتحرير محضر بالواقعة وتحويله إلى قسم شرطة أول الشيخ زايد مطالبين باتخاذ الإجراءات القانوين ضد الممرض المتحرش.
اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية بالجيزة وجه العقيد إسلام المهداوي مفتش مباحث فرقة الشيخ زايد بفحص الواقعة والوقوف على ملابساتها كاملة.
تحريات المقدم عمرو مصطفى عبد العال رئيس مباحث قسم أول الشيخ زايد، أكدت صحة البلاغ، معلومات استقاها من مصادره السرية أدانت الممرض الذي لم يتم عامه الثلاثين بعد، سقط في براثن الشهوة، بحث عن إشباع غريزته منتهكًا حُرمة وظيفته السامية قبل جسد الفتاة المسجاة على سرير المستشفى.
ورغم انشغال مدير مباحث الجيزة اللواء محمد الشرقاوي بتطورات قضية سطو على السيارات بأحد الطرق السريعة، شدد على تحقيق مبدأ الردع وضبط المتهم بعد استصدار إذن من النيابة العامة.
بضبطه واقتياده للقسم، وقف المتهم بالتحرش مطأطأ الرأس يوبخ نفسه على فعلته الدنيئة “لحظة شيطان يا باشا” ليحيله مدير الأمن إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات وطلبت التحريات التكميلية للمباحث.