03:29 م
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتبت- فاطمة عادل:
جلس “خالد.ف”، 33 عامًا، على الأريكة في صالة منزله، يتأمل جدران البيت التي كانت شاهدة على أيامه السعيدة مع “دعاء.ف”، 30 عامًا، ربة منزل. مرت سنة كاملة منذ أن تركته، تحمل خلالها أحلامه المثقلة بالخذلان ومحاولاته البائسة لإعادتها.
كان “خالد” يعلم أن زوجته لم تعد تريده، لكن فكرته عن “الكرامة” و”الحق” كانت تدفعه للتمسك بما تبقى من العلاقة. قرر التوجه إلى المحكمة لإرسال إنذار بـ”بيت الطاعة”، على أمل أن يعيدها مرة أخرى.
في المحكمة، وقفت زوجته بثبات، وأعلنت أمام القاضي: “يا سيادة القاضي، أنا لا أريد العودة، هذا البيت لم يعد بيتي، وأنا لا أريد شيئًا سوى حريتي”. كان “خالد” لا يصدق أذنيه. كان يرى حبها يتلاشى أمام عينيه منذ شهور، لكنه لم يتوقع أن تسمح لنفسها بالتفكير في شخص آخر.
رد عليها: “تريدين الطلاق لتتزوجي غيري؟ هذا جزائي بعد كل ما قدمته لك”. لكن نجلاء أجابت بنبرة هادئة لكنها حازمة: “أنا لم أتركك من أجل أحد، تركتك لأننا فقدنا كل شيء جميل بيننا، وأنا أرفض أن أعيش حياة بلا حب أو احترام. الزواج ليس قيدًا، بل اختيار”.
كان حديثها كصفعة أعادته إلى الواقع. جلس بصمت يفكر: هل فعلاً كان يتمسك بها لأنها زوجته أم لأن كبرياءه جُرح؟ أدرك في تلك اللحظة أن الزواج الذي ينتهي باللجوء إلى المحكمة لا يمكن إنقاذه. لكن موافقة القاضي على قبول الدعوى وإرسالها لزوجته حتى تعود إلى بيت الزوجية جعله يشعر بوجود أمل بالحياة.
كانت تلك الكلمات بداية النهاية، لكنها أيضًا كانت بداية حياة جديدة لكل منهما. حملت الدعوى رقم 1048 لسنة 2023، ولا تزال الدعوى بالمحكمة بانتظار رد الزوجة والفصل النهائي.