حوادث

سمر تطلب خلع زوجها: “بيحلم بطليقته”

كتبت- فاطمة عادل:

كانت “سمر. ف”، 30 سنة، مدرسة في حضانة، تجلس في زاوية غرفة المحكمة، عيناها تملؤها الدموع التي حاولت إخفاءها مرارًا خلف وشاحها. أمامها، جلس زوجها، “أحمد. ع”، 33 سنة، سائق، على المقعد الآخر، وجهه متجهم ولكن لا يخلو من ملامح الحزن. بدأ القاضي ينظر في القضية، وسأل الزوجة بهدوء: “ما سبب طلبك للخلع؟”

أخذت “سمر” نفسًا عميقًا، ثم قالت بصوت مخنوق: “تزوجت هذا الرجل معتقدة أنه سيكون شريك حياتي، وأنه سيحبني كما أحبّه، لكنه منذ اليوم الأول كان يعيش بجانب جسدي، لكن روحه كانت في مكان آخر”.

تتابع الزوجة حديثها لـ”مصراوي”: “زوجي لم ينسَ طليقته، هي دائمًا في أحلامه، في كلماته، في لحظات شروده. كنت أراه كل ليلة يتحدث أثناء نومه، ينادي باسمها، ويحلم بالعودة إليها. حاولت الصبر، حاولت التفاهم، لكن كل مرة كنت أواجه نفس الحقيقة: قلبه ليس لي”.

وأضافت الزوجة: “واجهته واعترف أنه لا يستطيع نسيانها، وأنه يتمنى لو عاد الزمن ليكون معها. لم أكن سوى محاولة فاشلة لنسيانه”، ثم قال الزوج بصوت منخفض: “نعم، أنا لا أنكر، لقد حاولت أن أبدأ حياة جديدة، لكن قلبي ظل معلقًا بالماضي.”

أكملت الزوجة حديثها قائلة: “أنا أستحق حياة أفضل، مع رجل يحبني كما أحبّه، لا أريد أن أكون بديلًا، أو مجرد ظل لحب آخر.”

أنهى القاضي الجلسة وأصدر حكمه بخلع الزوجة في الدعوى التي حملت رقم 1830 لسنة 2023، قائلاً: “يبدو أن طلبك للخلع له ما يبرره، وسأمنحك ما طلبت.” خرجت الزوجة من المحكمة، ليست منتصرة، ولكن بقرار يمنحها بداية جديدة، بعيدًا عن حب مستحيل وذكريات لا تنتمي لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى