أخبار عالمية

كيف تفاعل الإسرائيليون مع إعلان “حماس” وقف تبادل الأسرى؟



04:39 م


الثلاثاء 11 فبراير 2025

كتبت- سلمى سمير:

بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس، تعليق عمليات تبادل الأسرى الإسرائيليين حتى إشعار آخر، ثارت موجة من الجدل في الوسط الإسرائيلي، بين مطالبات بالتصعيد العسكري واستئناف الحرب والعمليات القتالية، وآخرين ينادون بضرورة العودة لطاولة المفاوضات واستكمال كافة مراحل الاتفاق الموقع عليه.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن بيان حماس أثار المخاوف لدى تل أبيب، لكنه أشار إلى أن الأزمة لا تزال قابلة للحل، موضحًا أن “من يريد إفشال الصفقة يفعل ذلك في اللحظة الأخيرة وليس قبل أيام، مما يشير إلى أن هناك مجالًا للمناورة”.

في بيان أدلى به أمس الاثنين، أعلن الناطق العسكري، باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أن حركة حماس، ستعلق تسليم الأسرى المقرر الإفراج عنهم السبت القادم حتى إشعار آخر، مشددا على أن التأجيل سيتم لحين التزام الاحتلال وتعويض الانتهاكات التي ارتكبها الأسابيع الماضية.

صورة-1_1

وقالت حماس في بيانها، إنها تعمدت أن تعلن عن تعليق عمليات تبادل الأسرى قبل 5 أيام من تسليم المحتجزين، وليس باللحظة الأخيرة، لإفساح المجال أمام الوسطاء للتفاوض والتوصل إلى اتفاق.

وتهدف الخطوة التي اتخذتها حماس إلى تقديم مكاسب لسكان غزة، وكذلك الضغط على الوسطاء وواشنطن فيما يتعلق بالمرحلة الثانية من الاتفاق، وذلك حسبما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر لم تسمها.

صورة 2_2

الرد الإسرائيلي

من جانبه، أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق جيورا آيلاند أن إسرائيل لم تحقق معظم أهدافها في الحرب على غزة، باستثناء إعادة بعض الأسرى، بينما فشلت في القضاء على قدرات حماس أو إسقاط حكمها في القطاع.

وأضاف آيلاند وهو -واضع خطة الجنرلات بشأن شمال غزة وصديق نتنياهو- أن “إسرائيل لم تنجح في إعادة سكان غلاف غزة إلى منازلهم، وهو ما يزامنه استمرار حماس في حكم غزة، وهو ما يعكس فشلًا إسرائيليًا في تحقيق أهداف الحرب بحسب الجنرال الإسرائيلي.

في اعتبار آيلاند، يمكن لتل أبيب الحديث عن تحقيق نصر مطلق فقط عندما يعلن الطرف الآخر استسلامه دون شروط، وهو ما لم يحدث، معتبرًا ذلك دليلًا على الإخفاق الإسرائيلي في تحقيق الأهداف المعلنة.

صورة 3_3

ورأى الجنرال المقرب من نتنياهو، أن إعلان حماس وقف عمليات التبادل يكشف الكفة الراجحة في موازين القوى الحقيقية في الحرب، محذرًا من أن ذلك سيجبر إسرائيل على تقديم تنازلات كبيرة لاستعادة بقية الأسرى المحتجزين لدى المقاومة.

“يجب أن نعود للتدمير الآن”، بهذه الطريقة علق وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير، على جانب آخر طالب فيه باستكمال الحرب، حيث وجد اليميني في الإعلان فرصة لإكمال الحرب على قطاع غزة، قائلًا في تغريدة عبر حسابه على منصة (إكس) إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محق في رأيه بشأن السيطرة على قطاع غزة.

على ذات الجانب، نشر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، تعليقًا غامضًا بعض الشيء قال فيه “الجميع الآن”، وهو ما تم إدراكه على أنه دعوة لإكمال الحرب بشكل موسع.

جانب إكمال الاتفاق

زعيم المعارضة يائير لابيد حمل نتنياهو المسؤولية، معتبرًا أن “تأجيل حماس إطلاق سراح الأسرى جاء ردًا على تصريحات نتنياهو التي أشار فيها إلى أنه لا يريد المضي في المرحلة الثانية من الصفقة”، مشددًا على ضرورة إتمام الصفقة بالكامل وعدم تعطيلها لأن ذلك يعرض حياة الأسرى للخطر.

على ذات الجانب لم يخف اعتراض الإسرائيليين على قرار حركة حماس، والذي ألقوا فيه باللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي لوح بوقف الاتفاق عند المرحلة الأولى وعدم استكمال مفاوضات المرحلة الثانية، وهو ما رأته حماس باعتراف الإسرائيليين خطوة في المسار الصحيح، وذلك ما نقلته “إذاعة الجيش الإسرائيلي” عن أهالي أحد الأسرى حين قال “إذا لم تتم المرحلة الثانية، فلماذا ستفرج حماس عن الأسرى؟”.

صورة 4_4

وكان الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قد أعلن مساء الإثنين أن قرار تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت المقبل جاء بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.

وتسعى إسرائيل تحت زعامة نتنياهو، إلى مد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار قدر المستطاع، وذلك ليس بغاية التمهيد لمفاوضات المرحلة الثانية، لكن لهدف آخر وهو الإفراج عن أكبر قدر من الأسرى في الاتفاق، ومن ثم الشروع من جديد في إكمال الحرب إرضاء لليمين المتطرف على رأسهم بتسلئيل سموتريتش.

التأكيد على رغبة نتنياهو بإكمال الحرب وعدم الدخول في مفاوضات حول المرحلة الثانية، تحدثت عنه هيئة البث الإسرائيلية “كان”، والتي قالت نقلا عن مصدر لم تسمه، إن وفد المفاوضات المرسل إلى الدوحة “غير مخول بمناقشة المرحلة الثانية”، مؤكدة أن “المفاوضات جارية مع وسطاء لتمديد المرحلة الأولى من تبادل الأسرى”.

ومنذ إعلان حماس، أمس، تزايدت حدة التظاهرات في الشوارع الإسرائيلية، المطالبة لنتنياهو، بالالتزام ببنود الاتفاق وإكمال مراحل المفاوضات كلها لإرجاع ذويهم المحتجزين في غزة منذ أكثر من عام، ووصلت شدة الاحتجاجات للحد الذي دفع المتظاهرون للاحتشاد أمام مكتب نتنياهو في القدس، وتحميله مسؤولية مصير الأسرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى