أخبار عالمية

اختطفه الموساد من أوكرانيا.. من هو الأسير ضرار أبو سيسي المف



02:12 م


السبت 22 فبراير 2025

وكالات

أعلنت وسائل إعلام فلسطينية أنه من المفترض أن يتم الإفراج عن الأسير الفلسطيني ضرار أبو سيسي ضمن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.

ضرار أبو سيسي هو مهندس فلسطيني درس الكهرباء وحصل على الدكتوراه في أوكرانيا، ثم عمل مديرا لمحطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة. خطفه جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) بعد عودته إلى أوكرانيا، وأودع في سجون الاحتلال وحكم عليه بالسجن 21 عاما بتهمة تطوير صواريخ حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ولد ضرار أبو سيسي عام 1969، وهو متزوج من سيدة أوكرانية وله منها ستة أطفال. وفي عام 1988 انتقل ضرار إلى أوكرانيا لدراسة هندسة الكهرباء، وحصل على درجة الدكتوراه في هندسة الشبكات الكهربائية. وبعد تخرجه عاد إلى قطاع غزة وبدأ العمل في محطة الكهرباء الوحيدة فيه، ثم أصبح مديرا لها، وبدأ التدريس في جامعة القدس المفتوحة.

صورة 1 ضرار

لم ضرار يتمكن من العودة إلى أوكرانيا إلا بعد 15 عاما بسبب الحصار والعدوان المستمر على القطاع. وفي عام 2011 عاد برفقة زوجته وأحد أبنائه إلى أوكرانيا لزيارة عائلة زوجته وإتمام بعض المعاملات الرسمية، لكنه تعرض للاختطاف في 18 فبراير من العام نفسه.

في يوم اختطافه كان ضرار يستقل قطارا متوجها من مدينة خاركيف إلى كييف لاستقبال شقيقه الذي جاء من هولندا بعد 16 عاما من الفراق. وكان أحد أصدقائه في انتظار وصوله إلى محطة القطار لنقله إلى المطار، لكن لم يكن ضرار موجودا في العربة التي كان من المفترض أن يكون فيها، كما أن شقيقه تفاجأ بعدم وجوده في المطار.

بعد ساعات من اختفائه تواصلت العائلة مع مسؤولي الجالية الفلسطينية في أوكرانيا وبدأت في التواصل مع المسؤولين المعنيين في القطار، وأكدت إحدى موظفات العربة التي كان فيها ضرار أن مجهولين دخلوا وأخذوه بعد أن أظهروا بطاقات تثبت أنهم من الأمن.

سارعت العائلة ومسؤولو الجالية الفلسطينية في أوكرانيا بالتواصل مع المنظمات الحقوقية ومسؤولي الأمن الأوكراني، وشنوا حملة إعلامية للكشف عن مصير ضرار وفتح تحقيق في الواقعة. كما شاركت زوجته فيرونيكا في مؤتمرات صحفية، وأكدت أن زوجها ليس له أعداء في أوكرانيا ولا ثروة قد تجذب عصابات لخطفه، واتهمت الموساد بالتورط في عملية الاختطاف.

صورة 2 ضرار

ورغم توقعها فقدان زوجها نتيجة العدوان والحصار الإسرائيلي في غزة، لم تكن فيرونيكا تتصور أن يحدث ذلك في أوكرانيا، لكن الأمور اتضحت لاحقا عندما تلقت اتصالا من رقم في بريطانيا، وعلى الطرف الآخر كان زوجها ضرار الذي طلب منها ألا تقلق عليه، مؤكدا أنه معتقل في سجن بإسرائيل، قبل أن ينقطع الاتصال فجأة.

واتهم شقيقه يوسف السلطات الأوكرانية باختطافه وتسليمه إلى الموساد. ووفقا لرواية أحد الشهود، دخل أشخاص مجهولون إلى عربة القطار، واستولوا على جواز سفر ضرار وطلبوا منه مرافقتهم، ثم جاء شخص ثالث وأخذ أغراضه.

وتبين لاحقا أن ضرار محتجز في سجون عسقلان وأوهلي كيدار وأيشل، وعانى فيها فترات طويلة من التحقيق القاسي والسجن الانفرادي، ونتيجة لذلك دخل في إضراب عن الطعام عدة أشهر، قبل أن ينهيه بعد التوصل إلى اتفاق قضى بإخراجه من العزل الذي دام نحو ثلاث سنوات.

بعد تدهور صحة أبو سيسي مجددا، هدد الأسرى بخوض إضراب مفتوح عن الطعام تضامنا معه، كما أضرب هو الآخر عن الطعام. ودعت مؤسسات رسمية وحقوقية تعنى بالأسرى إلى إنهاء عزله وتكثيف التضامن معه. ولم يكن ضرار يرى ضوء الشمس منذ اعتقاله عام 2011، فقد عزلته إسرائيل في سجونها، وحرمته من زيارة ذويه وأخضعته لتحقيق قاس اقترب من مائة يوم.

صورة 3 ضرار

وذكرت لائحة الاتهام الموجهة إلى ضرار أنه قدم رسالة الدكتوراه إلى الأكاديمية العسكرية للهندسة في خاركيف تحت إشراف البروفيسور كونستنتين بيتروفيتش، الخبير في أجهزة التحكم بصواريخ سكود، وأنه كان يمتلك خبرة واسعة في تطوير الصواريخ وأنظمة التحكم بها وإطلاقها.

كما تضمنت اللائحة اتهامات له بالعمل في شركة الكهرباء وفي الوقت نفسه الانضمام إلى حركة حماس، وقالت إنه كان ناشطا سريا فيها. كما أفادت لائحة الاتهام بأنه شغل بين عامي 2002 و2008 مناصب قيادية في حماس، وكان مسؤولا عن الكهرباء، وشارك في تطوير وتحسين الصواريخ وقذائف الهاون، مما أسهم في تطوير أنواع متقدمة من الصواريخ الفتاكة.

في 14 تموز 2015، أصدرت محكمة إسرائيلية حكما بسجنه مدة 21 عاما بتهمة الضلوع بالعمل العسكري مع حركة حماس والمساهمة في تصنيع الصواريخ التي تطلق من غزة.

ونتيجة للتعذيب والظروف القاسية التي عاشها، أصيب ضرار بالشقيقة وارتفاع في الضغط وفقر في الدم، ومن أمراض في الكلى والمعدة، ومشاكل في الجهاز التنفسي، إضافة إلى مشاكل في الظهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى