حوادث

فشل في مصالحة والديه المنفصلين فاختار الرحيل.. المشهد الأخير



06:53 م


الأحد 23 فبراير 2025

كتب – محمد شعبان:

شاب لم يكمله السن القانونية بعد، لم يحالفه الحظ للاستمتاع بفترتي طفولة ومراهقة هادئة، مشكلات متكررة بين أبويه كتبت نهاية رحلة الزوجين بالانفصال ومعها انفرط عقد الأسرة.

ومع خطوة الطلاق تفرق الشمل، بات الصبي مشتتًا بين أبيه وأمه، حاول إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح مرات ومرات لكن محاولاته لم تجدِ نفعًا، تشبث كلاهما بموقفه وإلقاء اللوم على الطرف الثاني بالتسبب فيما آلت إليه الأمور.

فشل “أحمد” في احتواء خلاف والديه زاد من ألمه النفسي الذي يفوق تعبه الجسدي من عمله بمغسلة بسيطة تدر عليه دخلا بسيطًا يعينه على أعباء الحياة خاصة مع مساعدته لوالدته في مصروفات البيت.

صبي يفصله عام عن بلوغ السن القانونية ضاقت به الأرض بما رحبت، قرر إسدال الستار عن حياته وللأبد، انتظر ظلام الليل وتراجع حركة المارة من جهة وزبائن المغسلة من أخرى لينفذ خطته الأخيرة.

في اليوم التالي، لاحظ الجميع اختفاء الشاب، على غير العادة لم يفتح باب رزقه في المعاد المعتاد لكن الإجابة كانت حاضرة لدى دخولهم للمغسلة، مشهد مروع وقعت عليه أنظار الحاضرين سيظل عالقًا في ذاكرتهم.

“أحمد” اختار الرحيل شنقًا، عُثر على جثته تتدلى من حبل مثبت بمروحة السقف، يرتدي ملابسه كاملة دون إصابات بالجسم باستثناء حز بالرقبة نتيجة الخنق. هنا استدعى الأهالي الشرطة بعد استنجادهم بشرطة النجدة.

معاينة المقدم حسام العباسي رئيس مباحث الدقي حسمت كل شيء، الشاب لم يتعرض لأذى، تخلص من حياته بتلك الطريقة هربًا من مشكلات أسرية حاول حلها طول الفترة السابقة لكن فشله في مصالحة أبيه وأمه دفعه لاتخاذ قرار الرحيل.

أودعت الشرطة الجثة ثلاجة المشرحة تحت تصرف النيابة العامة ومصلحة الطب الشرعي للتصريح بالدفن بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تحت إشراف اللواء سامح الحميلي مدي أمن الجيزة.

وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.

كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102.

وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى