أخبار عالمية

أوروبا خارج المشهد.. تقارب أمريكي روسي لإنهاء حرب أوكرانيا



05:30 م


الثلاثاء 25 فبراير 2025

كتبت- سهر عبد الرحيم:

أثار التقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، قلق الدول الأوروبية من أن تتخلى واشنطن عن دعم أوكرانيا، خاصة بعدما كثفت أمريكا محادثاتها الثنائية مع روسيا بشأن الحرب دون إشراك أوكرانيا، فضلًا عن رفض إطلاق مصطلح “العدوان أو الغزو” على هذه الحرب.

ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أوكرانيا لضرورة تقديم بعض التنازلات، ومنها التخلي عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فضلًا عن بعض الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية، موضحًا أن الجميع يريد انتهاء الحرب في أوكرانيا، كما توقع انتهاء الحرب “خلال أسابيع”، إذ تجري الولايات المتحدة مباحثات جدية مع موسكو لهذا الغرض.

ويرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن نظيره الأمريكي يتعامل مع الصراع بين روسيا وأوكرانيا “بعقلانية وليس بعاطفة”. مشيرًا إلى أن موسكو لا تعارض مشاركة أوروبا في محادثات السلام الروسية الأمريكية الرامية إلى تسوية الصراع في أوكرانيا.
المباحثات الأمريكية الروسية

1

وفي الأيام القليلة الماضية تعمل الولايات المتحدة وروسيا، على ترتيب لقاء بين الرئيسين الأمريكي والروسي، لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى مناقشة العلاقات بين البلدين، إذ قال ترامب “نبحث مع بوتين مشاريع اقتصادية كبرى بين بلدينا”.

ومن جانبه، قال القصر الرئاسي الروسي (الكرملين)، اليوم الثلاثاء، إن بوتين وترامب، أظهرا إرادة سياسية لاستئناف الحوار، إذ تظهر الولايات المتحدة “موقفًا متوازنًا” بشأن أوكرانيا ما يشير إلى رغبة حقيقية في التوصل إلى تسوية للنزاع.
كما يلتقي ممثلون عن الولايات المتحدة وروسيا في السعودية الثلاثاء، في اجتماع “متابعة” للقاء الذي شهدته المملكة الأسبوع الماضي بين وزيري خارجية البلدين لبحث مسار لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأشار الكرملين إلى أن الاتصالات المقبلة بين موسكو وواشنطن ستتم على مستوى الخبراء عبر وزارة الخارجية.

والأسبوع الماضي، اجتمع وفد روسي برئاسة وزير الخارجية سيرجي لافروف ووفد أمريكي برئاسة وزير الخارجية ماركو روبيو في العاصمة السعودية الرياض، وقال لافروف، إن المحادثات سادتها أجواء إيجابية. إلا أن هذا الاجتماع غابت عنه الدول الأوروبية وعلى رأسهم أوكرانيا.

وعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المفاوضات بين الوفدين الروسي والأمريكي، قائلًا إن هدفها كان زيادة الثقة كما أنها جرت في “أجواء ودية وكانت نتائجها إيجابية”.

معارضة مصطلح “العدوان” الروسي

2

فيما عارضت الولايات المتحدة استخدام مصطلح “الغزو” الروسي على الحرب في أوكرانيا، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة صوتت ضد إجراء الأمم المتحدة الذي ينتقد روسيا، واصفًا إياه بأنه “كان عدائيًا”، مشيرًا إلى أنه على المنظمة أن تعود إلى مهمتها الأصلية وهي إنهاء الحروب والصراعات.

وكانت القائمة بأعمال مندوب الولايات المتحدة الدائم إلى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، أكدت أن الولايات المتحدة لا تدعم مشروع القرار المناهض لروسيا في الجمعية العامة بشأن الحرب في أوكرانيا، كما دعت إلى سحبه.

كما اعترضت الولايات المتحدة، يوم الخميس الماضي، على استخدام عبارة “العدوان الروسي” والأوصاف المماثلة في بيان لمجموعة السبع، في الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مما يهدد بعرقلة ما كان يفترض أن يكون استعراضًا تقليديًا للوحدة داخل المجموعة، حسبما أفادت به صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، نقلًا عن خمسة مسؤولين أوروبيين.

3

ووافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الإثنين، على مشروع قرار اقترحته الولايات المتحدة يدعو لنهاية سريعة للنزاع وتحقيق سلام دائم بين موسكو وكييف. حيث صوتت 10 دول لصالح القرار، بما في ذلك روسيا والصين وأمريكا، بينما امتنعت 5 دول عن التصويت. ولم يصوت أي عضو ضد القرار.

وعلق مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، على القرار، قائلًا إن “النص الذي تم اعتماده الآن ليس مثاليًا، ولكنه في جوهره أول محاولة لتبني مادة بناءة وموجهة نحو المستقبل من جانب المجلس، يتحدث عن الطريق إلى السلام، ولا يؤجج نيران النزاع. ونحن نرى أن النص المعتمد بمثابة نقطة انطلاق لمزيد من الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة الأوكرانية سلميًا”.

وفي وقتٍ سابق، قدمت الولايات المتحدة مشروع قرار للأمم المتحدة، دعت فيه إلى “نهاية سريعة” للصراع الروسي الأوكراني، دون الإشارة إلى وحدة الأراضي الأوكرانية، المقترح الذي رحبت به روسيا باعتباره “خطوة جيدة”، لكنه لم يتطرق إلى جذور الصراع.

وقدمت أوكرانيا أيضًا مشروعًا مدعوم أوروبيًا إلى الأمم المتحدة، يشدد على ضرورة مضاعفة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب هذا العام، كما يلقي المقترح باللوم على روسيا في الحرب التي شنتها على كييف قبل نحو 3 سنوات.

وتم تقديم مشروعي القرارين الأمريكي والأوكراني بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية، التي حلت أمس الإثنين، حيث صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرارين غير الملزمين.

وفي إشارة واضحة على تغير الموقف الأمريكي خلال الإدارة الحالية، شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا لاذعًا على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وحمله مسؤولية الحرب ووصفه بـ”الديكتاتور”، لكنه في المقابل امتنع عن إطلاق نفس الوصف على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل على العكس من ذلك اعتبره منفتحًا على محادثات إنهاء الحرب وإحلال السلام.

وعندما سأل أحد الصحفيين الرئيس الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في واشنطن أمس الإثنين، عما إذا كان سيستخدم هذه التسمية للرئيس الروسي، كما فعل مع الرئيس الأوكراني الأسبوع الماضي، رد ترامب قائلًا إنه لا يستخدم كلمة ديكتاتور بـ”استخفاف”.

ترامب وزيلنسكي

كما طالب ترامب أوكرانيا بإعادة المساعدات الأمريكية العسكرية التي قدمتها سواء من خلال النفط أو المعادن، مشيرًا في كلمته أمام تجمع للمحافظين في ماريلاند الأمريكية إلى أن الدول الأوروبية دفعت لأوكرانيا 100 مليار دولار، وفي المقابل دفعت الولايات المتحدة 350 مليار دولار دون ضمانات، قائلًا “لأننا كنا تحت قيادة رئيس غبي وغير كفء”، في إشارة للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.

ورد الرئيس الروسي فولوديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحفي خلال منتدى للمسؤولين الحكوميين في كييف بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للحرب، إن “مسألة الـ500 مليار لم تعد موجودة. نحن لا نعترف بالديون.. لن يكون ذلك في الشكل النهائي للاتفاق”.

وكان زيلينسكي قد رفض في وقت سابق مسودة اتفاق أمريكي بشأن استغلال المعادن النادرة في بلاده مثل الليثيوم المستخدم في صناعات الفضاء والدفاع والطاقة النووية، لأنه لم يتضمن ضمانات أمنية وكان يرفق به المبلغ البالغ 500 مليار دولار، كما لفت إلى أن ترامب يعيش في “فضاء التضليل الإعلامي” الروسي.

وتوترت الأوضاع بين الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني في الآونة الأخيرة، بسبب رفض أوكرانيا مطالب الولايات المتحدة بإنشاء صندوق بقيمة 500 مليار دولار ليكون جزءً من صفقة لمنح واشنطن حصة من ثروة كييف المعدنية، وفق ما ذكره مسؤول أوكراني مطلع على المحادثات لوكالة “بلومبرج”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى