03:40 م
الثلاثاء 25 فبراير 2025
كتبت- سلمى سمير:
شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية، قبل أكثر من أسبوع، واحدة من أكبر المجازر التي راح ضحيتها 70 مسيحيًا قُطعَت رؤوسهم على يد متشددين، يتم نسبهم إلى جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة المرتبطة بتنظيم “داعش” في سياق نشاط إرهابي استمر لعقود.
تفاصيل الهجوم الأخير
واقتحم مسلحون يُعتقد أنهم من القوات الديمقراطية منازل المدنيين في قرية مايبا بمنطقة لوبيرو في الكونغو الديمقراطية، وأمروا 20 رجلاً وامرأة من المسيحيين بالخروج من منازلهم بصمت، ليقوموا لاحقًا، باختطاف 70 شخصًا عند تجمع المزيد من أهل القرية، وذلك حسبما ذكرت منظمة “أوبن دورز” الخيرية المسيحية، التي قالت إن المختطفين نُقلوا لاحقا إلى كنيسة بروتستانتية، حيث تم إعدامهم بقطع رؤوسهم واحدًا تلو الآخر.
وكان غالبية الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن، وتم قتلهم بعد تقييدهم واحتجازهم في الكنيسة، وذلك بحسب وكالة “فيداس” للأنباء الكاثوليكية، التي أكدت ذبح مسلحي القوات الديمقراطية المتحالفة لجميع المحتجزين بالكنيسة.
الجذور التاريخية للجماعة
تعود أصول القوات الديمقراطية المتحالفة إلى أوغندا، حيث تأسست عام 1995 كحركة تمرد ضد الحكومة الأوغندية آنذاك، وتلقت بعض الدعم العسكري من حكومة السودان حينها، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، لتنفذ الجماعة بعد ذلك سلسلة من الهجمات العنيفة، شملت تفجيرات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وإصابة العشرات في أواخر التسعينيات، وهي الفترة التي تلقت الجماعة دعمًا من عدة حكومات في الكونغو الديمقراطية، لتعيد تمركزها لاحقًا في شرق البلاد.
شهد نشاط الجماعة فترة هدوء نسبي في أوائل العقد الأول من الألفية، قبل أن تعود لتنفيذ مجازر دموية في إقليم بني بمقاطعة شمال كيفو منذ عام 2014.
الارتباط بتنظيم داعش
في أواخر عام 2018، أعلن تنظيم داعش عن انضمام القوات الديمقراطية المتحالفة إليه كفرع تابع له. ومنذ عام 2019، بدأ التنظيم في تبني الهجمات التي تشنها الجماعة، وذلك حسب ما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية.
خلال الفترة بين عامي 2020 و2023، تسببت عمليات الجماعة المدعومة من “داعش” في مقتل أكثر من 159 شخصًا واختطاف العشرات. وفي عام 2021، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة كمنظمة إرهابية أجنبية. ومع ذلك، أشارت الأمم المتحدة إلى صعوبة تحديد مدى سيطرة “داعش” الفعلية على الجماعة، رغم تبنيه عملياتها.
وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن الديمقراطية المتحالفة، تبث بشكل متزايد دعاية تتماشى مع توجهات “داعش”، بما في ذلك فرض الشريعة الإسلامية في معسكراتها، واستهداف المدنيين غير المسلمين.
وأفاد تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2023 بأن الجماعة تمول عملياتها عبر السيطرة على المناجم وتصدير المعادن في الكونغو الديمقراطية. ومنذ عام 2017، تلقت أيضًا دعمًا ماليًا من مجموعات تمويل تابعة لـ”داعش”. كما أن الجماعة تسلّحت جزئيًا من خلال الاستيلاء على الأسلحة والذخائر من الجيش الكونغولي.