12:34 م
الثلاثاء 04 مارس 2025
القاهرة- مصراوي
من المقرر أن يجتمع قادة الدول العربية في القاهرة للمصادقة على خطة إعادة إعمار غزة، لمواجهة الأفكار المثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الرغم من الحاجة إلى تسوية عدد من التفاصيل الحاسمة قبل الانتهاء من الاقتراح.
ومن المتوقع حسب ما نشرته بلومبرج، أن يتم الكشف عن الاقتراح في قمة استثنائية للجامعة العربية في العاصمة المصرية اليوم الثلاثاء، لكن في حين أن قادة الدول بما في ذلك المملكة العربية السعودية سيسعون إلى عرض جبهة موحدة ضد اقتراح ترامب بتهجير الفلسطينيين، فإن المبادرة تواجه عددًا من العقبات الرئيسية، وفقًا للعديد من الأشخاص الذين تم اطلاعهم على الوثيقة المكونة من 150 صفحة تقريبًا.
ووفقا لمصادر تحدثت لبلومبرج، فإن هناك خلافات حول قضية الحكم الفلسطيني في غزة. كذلك مستقبل حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
ويطغى على القمة خطر استئناف القتال بين إسرائيل وحماس بعد انتهاء وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع يوم الأحد، مما يجعل أي خطة إعادة إعمار موضع نقاش في الوقت الحالي.
وكشفت وسائل إعلام عربية، تفاصيل خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي سيتم طرحها في القمة العربية الطارئة المقرر انعقادها، الثلاثاء، في القاهرة، والتي تتضمن ترتيبات لإدارة القطاع في اليوم التالي للحرب.
وتهدف الخطة العربية إلى “تسريع” عملية إعادة إعمار قطاع غزة، لتتم خلال 3 سنوات بدلاً من 5، وتتضمن الخطة أيضًا 3 مراحل رئيسية، تبدأ بإزالة الركام والنفايات خلال 6 أشهر، تليها إقامة بنى تحتية في مناطق رفح والمناطق الجنوبية بالقطاع، ثم الانتقال لمناطق الوسط والشمال. وسيتم ذلك بمشاركة 24 شركة مصرية وعربية ودولية متخصصة.
وفيما يتعلق بإدارة القطاع الفلسطيني، فوفقا لمصادر عربية، فإنه سيكون من خلال “تشكيل لجنة إدارية مؤقتة، تتولى الحفاظ على الأمن والاستقرار في القطاع إلى حين تمكين السلطة الفلسطينية من إدارته”. عمل هذه اللجنة “سيبدأ في المرحلة الثالثة، عقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإنهاء الحرب، وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في الدوحة في ١٣ يناير الماضي”.
ونقل التلفزيون العربية عن مصادر، بأن الخطة تتضمن جزء من خطة الإعمار والتي جاءت بأنه سيتم تقديم مسار لإعادة إعمار قطاع غزة بتكلفة 53 مليار دولار، وسيتم تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة لمدة 6 أشهر تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية، ومن الممكن أن يدرس مجلس الأمن الدولي نشر قوات حفظ سلام دولية في غزة.
ووفقا للخطة التي من المتوقع عرضها على القمة اليوم، فإن لجنة إدارة قطاع غزة ستتكون من شخصيات مستقلة وتعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، إضافة إلى تخصيص 7 مناطق في قطاع غزة لتوفير الإسكان المؤقت لـ 1.5 مليون فلسطيني، وستقوم مصر والأردن بتدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لانتشارها في قطاع غزة، كما أن اقتراح التوصل إلى هدنة متوسطة المدى بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بهدف بناء الثقة.
وتريد إسرائيل، بدعم أمريكي واضح، تمديد المرحلة الأولية من اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه مصر وقطر والولايات المتحدة في يناير. بينما تصر “حماس”، على أنه يجب على الأطراف المضي قدمًا في مفاوضات المرحلة الثانية التي من شأنها وضع حد للحرب.
وعلقت إسرائيل المساعدات الإنسانية لغزة نتيجة للمأزق، مما أثار توبيخًا من الوسطاء العرب تحديدا مصر والسعودية اللتان يحشدان دول المنطقة حول البديل لمقترحات ترامب لإعادة تطوير غزة.
وخلال زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن الشهر الماضي، قال ترامب إن على الولايات المتحدة الاستيلاء على غزة ونقل الفلسطينيين وتطوير منتجع لقضاء العطلات، مما أثار انتقادات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
فيما قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، إنه “لا بديل عن التنفيذ المخلص والكامل من قبل كل جانب” لاتفاق وقف إطلاق النار في يناير، مما يشير إلى أن العودة إلى الحرب ستعرقل كل الجهود التي تم بذلها للتخطيط لغزة ما بعد الحرب.
وقال وزير الخارجية، في مؤتمر صحفي في القاهرة مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر الأبيض المتوسط دوبرافكا شويكا: “الحفاظ على وقف إطلاق النار هو المهم”. “هذا أمر بالغ الأهمية”.
وقال عبد العاطي إن خطة إعادة إعمار غزة “المصرية العربية الإسلامية” ستتم مشاركتها مع القادة العرب في القاهرة لتلقي دعمهم الواسع، ثم الانتقال إلى اجتماع على المستوى الوزاري في المملكة العربية السعودية لتسوية التفاصيل. سيشمل ذلك ممثلي الدول ذات الأغلبية المسلمة مثل إندونيسيا وإيران وماليزيا وتركيا وغيرها.