هالة زايد: تعرضت لمحنة كبيرة خرجت منها صلبة وتعلمت خلالها “الكلام مع ربنا”

02:04 ص
الأربعاء 19 مارس 2025
كتب- محمد شاكر:
كشفت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة السابقة، عن أصعب موقف إنساني عايشته أثناء عملها كوزيرة، عندما تلقت اتصالا من وزيرة صديقة تستنجد بها بعد نقل نجل سيدة مسؤولة-أصبحت وزيرة فيما بعد- إلى العناية المركزة في أحد المستشفيات بعد إصابته بحالة اختناق قاسية.
قالت “زايد” في حوار لها مع برنامج “كلم ربنا”، الذي يُقدمه الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، علي الراديو 9090: “كنت راجعه البيت متأخر وعندي تاني يوم الصبح أول استجواب في تاريخ مجلس النواب، وفوجئت بتعرض نجل السيدة المسئولة لحالة اختناق وتم نقله للمستشفي، كان ابنها شاب وبيموت تعرض لاختناق فى البيت، دخلت على الولد الشاب المستشفى لقيته مات، فصدمت، فجاءت المفاجأة بتحملي مسئولية إبلاغ الأسرة، بوفاة الشاب فجأة”.
وتابعت: “حاولت أهون علي هذه السيدة في مصابها، إذ كانت سيدة عظيمة سبق أن طلبت من رئيس الجمهورية إننا ناخد بالنا كوزارة الصحة من مرضي سرطان ثدي السيدات، وبالفعل استجاب الرئيس والوزارة وتم إطلاق مبادرة صحة المرأة واكتشفنا آلاف الحالات فى المراحل الأولى”.
وواصلت: “وجدت أن الأم الثكلى مؤمنة بقضاء ربنا، وهنا رأيت حكمة ربنا الكبيرة إن إنت لما تبتلى بشكل قاسي هتتخطى بقربك منه، وبإيمانك أن الابتلاء وراءه رسالة، وقلت لربنا ليه كلمونى؟، ليه خلوني شاهدة على الموقف ده؟، فحسيت إن ربنا بيقولى وأنا رايحة بكرة الاستجواب: “أنتى بتتكلمي في إيه.. إيه اللي أنت شايلة همه ده.. شايفة النوع ده من الأقدار شكل إيه، وربنا عوضها صحيح متأخر، لكنه مبهر، فربنا جابنى فى الموقف ده عشان يقولى اتعلمي واحمدى ربنا، فمتنتظرش العوض فى وقته أو جبر جابر فى وقته، ولما هيجي قد يكون بشكل مختلف”.
وأشارت إلى أنه في بداية حياتها المهنية تم تعيينها في الجامعة بقسم الأشعة فرفضت التعيين، وكان أقرب تخصص لشخصيتها هو النساء والتوليد، وفى بداية عملها حدثت لها صدمة بحالة إنسانية عميقة، كانت لممرضة زميلة لها فى القسم كانت حامل في التاسع والجنين كان متوفي، واسمها حميدة.
وأضافت: “انتهى الموضوع بأنهم شالوا لها الرحم وخدت 11 كيس دم، فطلبوا منى أقعد معاها، فقعدت جنبها تحت رجليها 48 ساعة”.
وأوضحت أنها تميل إلى الوحدة منذ طفولتها وللقراءة، مضيفة: “بقعد مع نفسي كتير، وفيها بكلم نفسي وبكلم ربنا، وربنا هو الرفيق جابر الخاطر، دائما بشكي له وبطلب منه وأتحايل عليه، وفى كل موقف فى حياتي كان بيجبر بخاطري، وربنا علمنى إن العوض السريع مش هو أحسن حاجة، لكن أتعلم من المحنة، أشوف الناس أكتر والمحيطين بيا أكتر، وأتعلم دروس تزدنى صلابة، وعرفت إن جبر الخاطر المتأخر بيجي فى وقته المناسب”.
واختمت زايد كلامها قائلة: “والآلام والمحن تزيد علاقتنا بربنا، وتجعلها صلبة وقوية”.