بعد تبادل الاتهامات.. من المسؤول عن التصعيد الإسرائيلي الأخي

09:07 م
الإثنين 24 مارس 2025
كتبت- سهر عبد الرحيم:
تتزايد المخاوف من اشتعال الحرب من جديد بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، مع تزايد حدة التصعيد على الحدود اللبنانية إثر استهداف جيش الاحتلال الجنوب بعد ساعات من اعتراض سلاح الجو الإسرائيلي ثلاثة صواريخ تم إطلاقها من لبنان، فيما بدا أن اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين على شفا الانهيار.
وعقب إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني، اتهمت إسرائيل حزب الله بمسؤوليته عن هذه العملية، وقال جيش الاحتلال إنه قصف عشرات من منصات إطلاق الصواريخ لحزب الله ومركز قيادة كان مسلحو الجماعة يعملون من خلاله في جنوب لبنان، متوعدًا بمزيد من التصعيد.
وبدوره، نفى حزب الله ما وُجِه إليه من اتهامات بشأن مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على شمال إسرائيل، مؤكدًا أن “ادعاءات العدو تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان والتي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار”. مشددًا على التزامه بالاتفاق.
كما حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحكومة اللبنانية مسؤولية “كل ما يجري على أراضيها”، لافتًا إلى أن إسرائيل لن تسمح بأي مساس بمواطنيها وسيادتها، وستبذل كل ما في وسعها لضمان سلامة مواطنيها وسكان الشمال”
مع تبادل الاتهامات بين الطرفين، من المسؤول عن التصعيد الأخير الذي يشهده الجنوب اللبناني؟
يقول العميد السابق ركن أول ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة ببيروت، دكتور هشام جابر، إن حزب الله ليس له علاقة بعملية إطلاق الصواريخ على بلدة المطلة شمال إسرائيل، معتقدًا أن تكون جهة آخرى هى من نفذت هذه العملية.
ويضيف دكتور جابر خلال حديثه لـ”مصراوي”، أنه “من الممكن أن تكون جهة فلسطينية هي المسؤولة عن إطلاق الصواريخ”، مستشهدًا بحدوث عملية مشابهة في الماضي قبل بدء الحرب بين حزب الله وإسرائيل، إذ أطلقت إحدى المنظمات الفلسطينية نحو 35 صاروخًا خلال ساعة على مناطق إسرائيلية، وبينت أنها صواريخ بدائية.
ويعتقد دكتور جابر، أن إسرائيل تعلم الجهة التي أطلقت عليها الصواريخ من الجنوب اللبناني، سواء من خلال عملائها، عملياتها الاستخباراتية، الأقمار الصناعية أو أي وسيلة أخرى. لافتًا إلى أن حزب الله أعطى فرصة للدولة اللبنانية حتى تضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على الأراضي اللبنانية، متوقعًا ألا تقل هذه المهلة عن شهر.
ويتفق مع العميد اللبناني السابق دكتور هشام جابر، الصحفي والكاتب السياسي اللبناني أمين قمورية، بأن حزب الله ليس له علاقة بعملية إطلاق الصواريخ على بلدة المطلة شمال إسرائيل، ولا حتى جماعات موالية للحزب، لافتًا إلى أن الحزب يعلم أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد خطير.
ويضيف قمورية خلال حديثه لـ”مصراوي”، أن الجهة التي أطلقت الصواريخ ليست معلومة حتى الآن، معتقدًا أنه من الممكن أن تكون تلك الجهة هي جماعات متمردة لها علاقة بحزب الله أو أي طرف آخر، إذ أن الطريقة والأسلوب الذي نُفذ به الهجوم لا يتسق مع أسلوب حزب الله في القتال.
وأكد قمورية، أن إسرائيل تهدف من هذا التصعيد إلى اندلاع الاشتباكات بين الجيش اللبناني وعناصر المقاومة اللبنانية بهدف زعزعة الاستقرار، فتل أبيب لا تريد رؤية دولة لبنانية قوية.
وفيما يتعلق باحتمالية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، يقول الكاتب السياسي اللبناني، إن الاتفاق هش منذ البداية إذ تواصل إسرائيل ضرب الأراضي اللبنانية دون استثناء، لكن من غير المرجح أن ينهار الاتفاق بشكل تام، إذ ما يحدث حاليًا هو مجرد تصعيد وضغط.
ويختتم قمورية، قوله إنه من غير المحتمل أن تنجر الدولة اللبنانية لهذه الحرب، إذ سيقتصر دورها على تكثيف الاتصالات للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على الأراضي اللبنانية.