بعد إعلان تحرير الخرطوم.. هل أوشكت حرب السودان على الانتهاء؟

11:21 م
الخميس 27 مارس 2025
كتبت- سهر عبد الرحيم:
“انتهى الأمر، الخرطوم حرة وتحت سيطرة القوات المسلحة”، هكذا أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس الأربعاء، من داخل القصر الجمهوري تحرير العاصمة، بعدما نزل بطائرته الخاصة في مطار الخرطوم الدولي لأول مرة منذ اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع في أبريل 2023. وفر الدعم السريع من العاصمة باتجاه الغرب.
وخلال الساعات الماضية، شن الجيش السوداني هجومًا واسعًا على قوات الدعم السريع في العاصمة، إذ سيطر على مطار الخرطوم الدولي وسط العاصمة، والجانب الغربي من جسري المنشية وسُوبا على النيل الأزرق، الرابط بين مدينة الخرطوم ومنطقة شرق النيل شرقي العاصمة. فمع مواصلة الجيش انتصاراته الميدانية بتحرير المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع، هل أوشكت الحرب السودانية على الانتهاء؟
يقول الخبير في الشؤون الإفريقية الدكتور رمضان قرني، إن الصراع في السودان يشهد في اللحظة الراهنة ما يمكن تسميته بالتطورات النوعية، حيث تحمل السيطرة على القصر الرئاسي ومطار الخرطوم الدولي دلالات رمزية ومآلات استراتيجية عدة باعتبار أن القصر والمطار يعكسان السيادة في الدولة السودانية، وبالتالي فإن إعادة الجيش سيطرته على أهم مرفقين في العاصمة من شأنه أن يرفع روحه المعنوية فضلًا عن تآزر قوى الشعب خلفه في المرحلة المقبلة.
ويضيف قرني خلال حديثه لـ”مصراوي”، أن سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم هو امتداد لنجاحات حققها خلال الفترة الماضية من خلال السيطرة على مدن مهمة مثل سنار، والجزيرة وود مدني. وعلى الجانب الآخر من الواضح أن الجيش استطاع إعادة تنظيم صفوفه وبناء قدراته العسكرية من ناحية التسليح الذي يضم أسلحة تركية وروسية وصينية وإيرانية أيضًا، بجانب مساندة قوى وطنية أخرى للجيش.
ما الخيارات المتاحة أمام الدعم السريع؟
يعتقد قرني، أن الهزائم السياسية والعسكرية التي تلقاها الدعم السريع، من المرجح أن تدفعه إلى محاولتين؛ الأولى هى نقل المعركة إلى أهم منطقتين في غرب السودان وهما إقليم دارفور ومحاولة السيطرة على مدينة الفاشر- المدينة الرئيسية التي بموجبها سيتمكن من بسط سيطرته على كامل الإقليم- ومنطقة كردفان، مكان تمركز “الحركة الشعبية لتحرير السودان” بقيادة عبد العزيز الحلو.
والثانية تتعلق بالناحية السياسية، إذ سيسعى الدعم السريع مع بعض الحلفاء إلى تسريع إعلان الحكومة الموازية، وبالفعل خرجت تصريحات وتسريبات عن رئاسة الدعم السريع لهذه الحكومة، وتعيين عبد العزيز الحلو نائب رئيس الحكومة. ولكن على الرغم من الموافقات الضمنية من بعض الدول مثل أوغندا وكينيا وتشاد على هذه الحكومة، فإن الموقف الدولي والإقليمي القوي الرافض لهذه الحكومة، حال بدرجة كبيرة دون منحها الشرعية.
ويتابع الدكتور رمضان قرني، “أعتقد أن تستمر النجاحات الميدانية التي يحققها الجيش في صراعه ضد الدعم السريع، لكن القضية تتعلق بالتوقيت فالوضع في دارفور مختلف تمامًا عن الخرطوم. لكي يتمكن الجيش السوداني من استعادة الخرطوم احتاج شهورًا كثيرة وقدم تضحيات كبيرة، وبالتالي من المحتمل أن تحتاج العمليات في دارفور لوقت ليس بالقليل نظرًا لبعد المسافة ما بين الخرطوم في الوسط وما بين دارفور في الغرب، القريب من الحدود التشادية والليبية”.
متى تنتهي الحرب السودانية؟
وفيما يتعلق بموعد انتهاء الحرب السودانية، يقول الخبير في الشؤون الإفريقية رمضان قرني، إنه من الصعوبة الحديث عن قرب انتهاء الحرب، إذ أكد الجيش السوداني أكثر من مرة استمرار العمليات العسكرية، “وأتصور أن الجيش نجح بدرجة كبيرة في التقدم الميداني”.
ويضيف قرني، “تجاوزنا بدرجة كبيرة الحديث عن حل سلمي للصراع من خلال المفاوضات، إذ ستدفع النجاحات الميدانية إلى استمرار الجيش في عملياته العسكرية لاستعادة السيطرة على جميع المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع، وكان هذا واضحًا في الخطاب الدبلوماسي السوداني الذي أكد أن نهاية الصراع ستكون من خلال العمليات وليس المفاوضات”.