حوادث

“كَفر وانغمس في درب الشيطان”.. لماذا عاقبت الجنايات سفاح التجمع بالإعدام؟

كتب-محمد الصاوي:

حصل “مصراوي” على حيثيات حُكم أول درجة صدر من محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار ياسر أحمد الأحمداوي، في الدعوى 3962 لسنة 2024، جنايات القطامية، والمقيدة برقم 1279 لسنة 2024 كلي القاهرة الجديدة، والمُدان فيها “كريم محمد سليم”، بالإعدام شنقا، عما أسند إليه من اتهامات بقتل 3 فتايات ليل والتخلص من جثثهن في صحاري القاهرة والإسماعيلية وبورسعيد.

وقالت المحكمة في حيثات حُكمها، إن واقع الدعوى حسبما استقرت في عقيدة المحكمة، واستخلاصا من كافة أوراقها والتحقيقات التي تمت فيها وما دار بشأنها في جلسات المحاكمة تتحصل في أن المتهم “كريم محمد سليم”، مصري الجنسية، نشأ صغيرًا مع والديه -في مجتمع غربي غلبت فيه حب المادة على القيم النبيلة والفضيلة- فبات باحثًا منذ نعومة أظافره عن الشهوة الجنسية الحرام ومرافقة الساقطات واشتهر بين أخلائه بذلك وبات المعين لهم في تدبير تجمعاتهم التي يحتسون فيها الخمر.

وأضافت المحكمة: نبذ من هذا المجتمع الغربي ولاذ إلى المجتمع المصري هربا من العقاب، فتقبله هذا البلد الأمين قبولا حسنا وحباه الله بالرزق الوفير في الصحة والمال والزوج والولد وامتهن تدريس اللغة الإنجليزية التي يتقنها، فالتحق وتنقل بين المدارس الخاصة بمرتبات مجزية ما بين محافظات: “القاهرة والدقهلية” وآخرهم محافظة بورسعيد.

وأشارت المحكمة إلى أنه مارس الأعمال التجارية، غير أنه كفر ولم يحمد الله على ما أنعم عليه به، إذ انغمس في طريق الشيطان، فتعاطى المواد المخدرة وعاشر الساقطات، غير عابئ بزوجته وابنه وخسر زوجته التي هرعت هربا خارج البلاد لتنجو بنفسها من بوائقه، فأضمر في نفسه الشر المتقد للنساء جميعا، وأخذ يجامع العديد من النساء ليؤكد لذاته قدرته الجامحة على معاشرتهن، وإذ سولت له نفسه الأمارة بالسوء الدخول على العديد من المواقع الإباحية على الإنترنت فقد وجد ضالته في أحد المواقع التي تنشر وتبيح معاشرة الأموات من النساء عقب وفاتهن.

وذكرت المحكمة في حيثيات حُكمها، أن المتهم كان يستشعر بقمة المتعة والنشوة الجنسية المقيتة عندما يشاهد معاشرة الأموات، لما اعتقد فيها خضوع جثامينهن وسكونهن وعدم مقاومتهن واستسلامهن حال معاشرتهن، ورخاوة أجسادهن عقب وفاتهن فبات يفكر ويقدر ويخطط ويدبر في هدوء وروية كيف له أن يتخير من النساء -لاسيما – الساقطات منهن لمعاشرتهن ثم يقتلهن بطريق الخنق غل وغدر بقصد معاشرتهن موتى.

وأشارت إلى أنه دله شيطانه على تخير مسكنه البعيد عن الأعين والذي يقيم فيه بمفرده مع نجله “زين”، البالغ من العمر 9 سنوات مسرحا لجرائمه.

وتابعت المحكمة في حيثيات حُكمها، أن “كريم” عقد العزم المُصمم عليه على قتل فريسته الأولى المجني عليها “نورا” ـ مجهولة الهويةـ إذ تواصل هاتفيا في يوم مشئوم هو يوم مولده بتاريخ 14 سبتمبر 2023، مع القوادة “حنان”، المتمرسة في الأعمال المنافية للآداب والسابق تعامله معها -إذ قدمت له من قبل نجلتها “شهد” الناجية من بوائقه- فقد استحضرت له المجني عليها وهي صغيرة البنة، فقيرة الحال مغلوبة على أمرها، هاربة من ذويها، غير معلوم لها أهل، ولا تحمل تحقيق شخصية، فتوافرت فيها بذلك كافة المواصفات التي يبتغيها منها، فتلقفها من القوادة ليلة منتصف شهر سبتمبر بسيارته لتحقيق مآربه وانفرد بها في غرفة نومه وتعاطيا مخدر الآيس “الميثامفيتامين” وتحيل عليها لتجريعها “عقار الكويتابكس” ليضعف من مقاومتها ثم قام بمعاشرتها جنسيا بوحشية، مما دعاها إلى طلب الانصراف.

وشرحت المحكمة في حيثيات حُكمها، أن المتهم طوعت له نفسه الآثمة تنفيذ ما صمم عليه مسبقا وعقد عليه العزم وهو إزهاق روحها فأحضر رباط ملابس أعده سلفا مباغتا لها من خلفها واعتصرعنقها بذلك الرباط بلا شفقة أو رحمة غير عابئ بتوسلاتها قاصدا قتلها، وإذ قاومته فأخذت من خلاياه البشرية أثرا بأظافرها وسالت دمائه على ملابسها فعاجلها بصدم رأسها غير مرة وظل يعتصر عنقها حتى سالت دماءها على الفراش ـ مرتبة السريرـ وفاضت روحها إلى بارئها وما انفك من قتلها حتى قام بمعاشرة جثمانها من قبل ومن دبر محققا نشوته التي عزم على بلوغها من قتلها، وما انتهى من غايته المنشودة حتى وضع جثمانها عاريا داخل حقيبة قماشية وحملها إلى سيارته الملاكي ليلا في غفلة عن أعين الجيران.

وتابعت: وضعها داخل صندوق السيارة الخلفي وقادها إلى مكان منعزل بمنطقة رملية صحراوية قريبة من مسكنه “خلف سور النادي الأهلي بالتجمع الخامس”، وألقى بها عارية في الخلاء منتهكا لحرمة الموتى في خسة وخبث منقطع النظير، وأخفى ملابسها بدفنها بالرمال بجوارها ثم عاد إلى منزله يتعاطى مخدر الآيس.

وأضافت المحكمة في حيثيات حُكمها، أن المتهم بعد ارتكاب جرمه لم يهدأ له بال، باحثا من بين جموع علاقاته النسائية أيا من النساء أن ينتقيهن لنفسه فيقتلهن ويعاشرهن أموات، حتى جاءت الواقعة الثانية باليوم الثامن من شهر إبريل المنصرم، وبالعودة إلى ما قبل ذلك التاريخ بـ3 أشهر أو يزيد لما اتخذ المتهم خليلا غير صالح يدعى “زياد”، والمرء على دين خليله فأتى له بالمخدر وبالنساء حتى شجر الخلاف بينهما كون الشيطان لهما ثالث.

وأوضحت المحكمة، أنه تبقى له من وراء خله المجني عليها الثانية “رحمة” التي تشبه في وجهها وجسدها مواصفات زوجته “ل”، فأواها مع شقيقتيها بمسكنه لما حدثته المجني عليها عن ضيق عيشها وافتراق والديها -اعتقادا منها أنه سيحنو عليها- وبوفاة والدها زادت عليها الدنيا هما، فلم تقوِ على الحياة وباتت مشردة في الطرقات، واضطرت لتسلك معه تلك الشهوة المحرمة فاستغل حاجتها وفقرها المدقع، وتعاطيا “الآيس” معا وتحيل عليها وعدا بالزواج.

وأشارت المحكمة في حيثيات حُكمها، أن “رحمة”، قدمت نفسها له فعاشرها معاشرة الأزواج، والتقط العديد من المقاطع المرئية لهما حال معاشرته لها، ثم كان مساء يوم رمضان بتاريخ 8 إبريل 2023، إذ خطط بعقل وإرادة حرة واعية مدركة وبفكر مرتب ومنظم إلى تنفيذ ما كان قد عقد عليه العزم المصمم وهو قتلها خنقا لتحقيق أغراضه الدنيئة.

وأكدت المحكمة أنهما تعاطيا مخدر “الآيس” وأعطاها عقارا مهدئا “كويتابكس”، وما أن فقدت الفتاة إدراكها وقدرتها على المقاومة فقد أطبق بكلتا يديه على عنقها مدة 10 دقائق حتى سالت دماؤها بالغرفة محل جماعها، وفاضت روحها إلى بارئها تاركة من ورائها أثرا عليها.

وأشارت إلى أنه يقتل “رحمة” ليذوق لذة جماع جثتها ومعاشرة جسدها الرخو في مواضع عديدة ملتقطا لها بهاتفه المحمول مقاطع مرئية ساعة ويزيد حتى يُفضي ماءه المهين فيتم بها شهوته ويصف علاقته الجنسية مع جثتها بأمتع علاقة، ويأخذ جثتها عارية بعد أن جاءته عورتها مستورة دون مراعاة لحرمة الموتى جامعها حية عارية ثم قتلها وجامعها ميتة عارية.

وتابعت: وضع جثتها منطوية بحقيبة سفر واصطحبها في سيارته بذات الطريقة التي تخلص فيها من جثمان ضحيته الأولى “نورا”، وتخير مكانا في طريق القاهرة الإسماعيلية وألقى بجثمانها في الرمال.

وكشفت المحكمة في حيثيات حُكمها، أن المتهم عاد أدراجه لينتقى ويختار، باحثًا عن فريسة أخرى كانت هي المجني عليها الثالثة “أميرة”، والتي تعرف عليها منذ عامين وعاشرها معاشرة الأزواج – رغم كونها زوجة وأم لطفل- لأكثر من مرة وتعاطيا مخدر “الآيس” معا بمنزله.

وتابعت أنه في منتصف مايو 2023، استحضرها لمسكنه بعد أن تواصل معها هاتفيا من أجل أن يُغدق عليها المخدر وممارسة الجنس وأعاذ لنفسه أن قتلها مباح فهي سارقة له من قبل وبغيا، فإنتوى قتلها قبل قدومها لمسكنه.

وأكدت أنه بالفعل أتت الضحية الثالثة لعرينه وأعطاها عقاره المهدئ “كويتابكس” بفترة كافية وتعاطيا “الآيس” واختمر فكره الإجرامي ولم يتردد لوهلة فأمسك بها وأقاما علاقة جنسية لم ترضيه وتُشبعه ومهما فعلت فلن تشبع غريزته الظمآنة، وكيف لها أن ترضيه ومبلغ لذته قتلها ليُجامعها جثة هامدة.

وأكدت أن كافة الأفعال أوضحت في سبيل إرضاء شهوته مباحة ليبلغ مبتغا جثة بين يديه رخوة دافئة ساكنة بلا حراك أو مقاومة، فانتظر على تأثير العقار مهلة، وما أن أنتج العقار أثره على جسدها حتى ردد قالته مشتاقا هو بدأ، فما أن حانت له تلك اللحظة فنفذ مخططه المختمر بعقله فاتخذ من رباط العنق -الذي أعده سلفا- عقدة إلى أن صارت سلاحا فتاكا فطوق عنقها وأحكم قبضته عليها، مقيدا ومعتصرا غير مبال للصرخات والتوسلات تسيل دماؤها المسفوكة وفاضت روحها لخالقها ومثل بجثتها في غرفته.

وتابعت أنه علق عنقها على باب غرفة مرحاضه وعزم على جسدها بقدميه ليتيقن من مفارقتها للحياة، وما أن نال منها وبلغ شهوته فقد التقط لها العديد من المقاطع المرئية مدة ساعتين ويزيد، وكرر ذات الأفعال التي أتاها مع سابقتها المجني عليها رحمة بأن وضع جثتها بذات الحقيبة وحملها بسيارته حيث قادها للمكان الذي تخلص منها فيه بالليل مستترا “طريق الإسماعيلية بور سعيد” وعاد بالجواهر المخدرة منتشيا، ظنا منه بأن ذلك جزاءً لنفسه الضالة لبلوغ نشوتها ولم يجل بخاطره أن جثمانها الذي لم يواريه التراب سيكون طرف الخيط الذي سيكشف ستره ويفتضح أمر جرائمه.

Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى