مسيرات واستنفار حدودي.. لماذا تصاعدت التوترات بين كوريا الشمالية والجنوبية؟
04:28 م
الإثنين 14 أكتوبر 2024
كتبت- أسماء البتاكوشي:
تشهد العلاقات بين كوريا الجنوبية ونظيرتها الشمالية موجة جديدة من التوترات، خاصة مع تصاعد التحركات العسكرية والاتهامات المتبادلة، إذ تتهم بيونج يانج، سول، بإرسال طائرات مسيّرة إلى أراضيها لنشر منشورات دعائية معادية للنظام، معتبرةً ذلك استفزازًا عسكريًا خطيرًا.
وردًا على ذلك، أعلنت كوريا الشمالية استعدادها لتفجير طرق وسكك حديدية المتصلة بكوريا الجنوبية بشكل كامل، فضلًا عن أن الجيش سيعمل على تحصين المناطق على جانبه من الحدود.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الشمالية، في بيان لها: أصدر الجيش الشعبي الكوري أمر عمليات أولي في 12 أكتوبر لوحدات المدفعية المشتركة على طول الحدود والوحدات المكلفة بإطلاق النار للاستعداد الكامل لإطلاق النار.
وأضاف البيان أن الجيش أمر 8 ألوية مدفعية مسلحة بالكامل بأن تكون مستعدة لفتح النيران، وعزّز مواقع المراقبة المضادة للجو في بيونج يانج.
وكانت كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، أعلنت أن نظيرتها الشمالية تستعد لتفجير طرق عابرة للحدود كثيفة التسليح مع سول، إذ قال المتحدث العسكري في كوريا الجنوبية، إن قوات بيونج يانج تعمل تحت غطاء من التمويه على الطرق على جانبها من الحدود بالقرب من السواحل الغربية والشرقية في استعدادات على الأرجح لتفجير الطرق ربما في وقت مبكر من اليوم الاثنين.
وادعت كوريا الشمالية أن سول استخدمت طائرات مسيرة لإسقاط منشورات دعائية معادية لكوريا الشمالية فوق بيونج يانج 3 مرات هذا الشهر، فقد كانت المنشورات مليئة بـ”شائعات وهراء مثير للفتنة”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء المركزية الكورية التابعة للدولة.
كما قالت وزارة الخارجية إن خرق المجال الجوي لكوريا الشمالية يمكن عدّه هجومًا عسكريًا”.
وفي بداية الأمر نفى وزير الدفاع الكوري الجنوبي، مزاعم بيونج يانج، لكن تبين فيما بعد أن هيئة الأركان المشتركة قالت في وقت لاحق في بيان إنها “لا تستطيع تأكيد ما إذا كانت مزاعم كوريا الشمالية صحيحة أم لا”.
وجاء هذا بعد أشهر من إطلاق كوريا الشمالية آلاف البالونات المحملة بالنفايات إلى كوريا الجنوبية.
وتعتبر هذه المرة هي الأولى التي تتهم فيها كوريا الشمالية جارتها باستخدام مسيرات لإسقاط منشورات، لتسقط الزعيم الشمالي كيم جونج أون، لكن كوريا الجنوبية سبق واتهمت بيونج يانج بإرسال مسيرات في مجالها الجوي.
ففي ديسمبر لعام 2022 أطلقت كوريا الجنوبية طلقات تحذيرية، وأرسلت طائرات نفاثة ومروحيات هجومية من أجل إسقاط 5 مسيرات تم رصدها في البلاد، كانت إحداها حلقت بالقرب من العاصمة سول.
ودفع الحادث رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، إلى تسريع تطوير مسيّرات قادرة على التجسس على المنشآت العسكرية الكورية الشمالية.
ومن جهته، أبدى زعيم كوريا الشمالية اهتمامًا بتطوير الطائرات المسيّرة، وتعهد في عام 2021 بالإشراف على إنتاج آلات أكثر تطوراً بمدى أطول.
يشار إلى أن الكوريتان لا تزالا في حالة حرب من الناحية الفنية بعد أن انتهت الحرب بينهما، التي دارت رحاها بين 1950 و1953 بهدنة وليس معاهدة سلام.
وأعادت كوريا الشمالية إدخال أسلحة ثقيلة إلى المنطقة العازلة الحدودية منزوعة السلاح وأعادت فتح نقاط الحراسة، بعدما أعلن الجانبان أن اتفاقًا عسكريًا أبرم عام 2018 بهدف تخفيف التوترات لم يعد ساريا.