البابا تواضروس يترأس صلوات تجنيز نيافة الأنبا أغابيوس بالكاتدرائية
03:50 م
الأربعاء 05 فبراير 2025
كتب- أحمد السعداوي:
صلَّى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في الثانية عشرة من بعد ظهر اليوم الأربعاء، صلوات تجنيز مثلث الرحمات، نيافة الأنبا أغابيوس، مطران إبراشية دير مواس ودلجا، الذي رقد في الرب بشيخوخة صالحة، أمس.
وشارك في صلوات التجنيز عدد كبير من الآباء المطارنة والأساقفة وبعض من مجمع كهنة إبراشية دير مواس، وكهنة ورهبان من العديد من إبراشيات وأديرة الكرازة المرقسية، وخورس شمامسة الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس، وأعداد كبيرة من شعب إبراشية دير مواس ودلجا، الذين امتلأت بهم أرجاء الكاتدرائية.
وقدَّم نيافة الأنبا دانيال مطران المعادي وسكرتير المجمع المقدس، في كلمة ألقاها خلال صلوات التجنيز، الشكر باسم مجمع كهنة إبراشية دير مواس وشعبها، لقداسة البابا على تفضله بالصلاة على الأب المطران الجليل المتنيح، وشكر أعضاء المجمع المقدس ورؤساء ورئيسات الأديرة القبطية وكل المسؤولين بأجهزة الدولة المختلفة، والقيادات التنفيذية والقيادات الدينية الإسلامية، والطوائف المسيحية، وممثلي مجلسَي النواب والشيوخ، بالمنيا، وعلى رأسهم محافظها اللواء عماد كدواني، على تعزيتهم في رحيل نيافة الأنبا أغابيوس.
وتحدث قداسة البابا في كلمته مقدمًا التعزية، قائلًا: “على رجاء القيامة نودع هذا الأب المطران المبارك نيافة الأنبا أغابيوس، مطران إبراشية ديرمواس ودلجا”، وتأمل قداسته في الآية “وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ” (لو ١: ٢٣)، مشيرًا إلى أن لحظة انتقال الأحباء لحظة فريدة بالنسبة لنا، فهي بمثابة جرس إنذار ينبهنا بأن الحياة ستنتهي، وسيرجع كل واحد منا إلى بيته، وهي تجعلنا نجلس ونفكر وننظر إلى نفوسنا، ونسأل: “هل استعددت لهذا اليوم؟!”
وأضاف البابا تواضروس: “الإنسان الأمين لا يبرح ذهنه هذا اليوم، وحينما ينتقل إنسان نتساءل: ماذا ترك لنا؟ هل ترك السيرة الحسنة؟ العلاقات الطيبة؟ العمل المفيد؟ الخدمة التي بنت وربت أجيالًا؟ والحقيقة أن هذا كله نجده بوضوح في نيافة الأنبا أغابيوس الذي معنى اسمه المحبة، فهو بالفعل نال نصيبًا من اسمه، فلقد خدم مجتمعه ووطنه من خلال وظيفته، ثم ترهب في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وصار أمينًا للدير في الفترة من عام ١٩٨١ حتى عام ١٩٨٥؛ وهي فترة دقيقة مرت خلالها الكنيسة والوطن بالأزمة الشهيرة عام ١٩٨١، ولكنه تعامل بحكمة ومحبة وحزم. وكلفه المتنيح البابا شنودة الثالث بعدة خدمات، ثم رسمه أسقفًا عام ١٩٨٨، فعاش في خدمته محبًّا للمحتاجين والفقراء، في إبراشية دير مواس ودلجا، وهي إبراشية مباركة خرجت قديسين، وجعل من إبراشيته، إبراشية نشيطة، وواجه صعوبات عديدة؛ ولكنه لم يشكُ، إذ كان دومًا ناظرًا إلى رئيس الإيمان ومكمله الرب يسوع (عب ١٢: ٢).
واستكمل البابا تواضروس: “تعرض مؤخرًا لبعض المتاعب الصحية، حتى انتقل من هذا العالم، ونحن نذكر سيرته الطيبة ونطلب صلواته”.
واختتم تواضروس: “باسم المجمع المقدس وباسم الأحبار الأجلاء الحاضرين معنا، والآباء الكهنة والشمامسة والهيئات القبطية، نعزي مجمع كهنة إبراشية دير مواس وشعبها المحب للمسيح ولأسرته المباركة”.
وكشف قداسة البابا عن أنه كلف نيافة ديمتريوس مطران ملوي وإنصنا والأشمونين، بمسؤولية النائب البابوي لإبراشية دير مواس ودلجا، لحين تدبير الله أمرها مستقبلاً.
ورقد نيافة الأنبا أغابيوس، أمس، عن عمر قارب ٨١ سنة، بعد أن قضى في الحياة الرهبانية أكثر من ٤٧ سنة؛ منها ٣٦ أسقفًا، وداهمته في الفترة الأخيرة بعض الأمراض إلى أن انطلقت نفسه البارة إلى فردوس النعيم صباح أمس.