أخبار عالمية

اتفاق غزة على المحك قبل أيام من انتهاء “مهلة ترامب” لإطلاق س

بي بي سي

توشك المهلة الممنوحة لحركة حماس لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة على النفاد، ما يهدد بإمكانية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، كلًا من إسرائيل وحماس على ضمان استمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال جوتيريش: “أناشد حماس المضي قدمًا في عملية تحرير الأسرى المقررة يوم السبت المقبل، ويجب على الجانبين الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات الجادة في الدوحة للمرحلة الثانية”.

جاء ذلك في بيان قرأه المتحدث باسم الأمم المتحدة، رولاندو جوميز، في مؤتمر صحفي بمدينة جنيف يوم الثلاثاء.

وأكد جوميز على ضرورة “تجنب استئناف الأعمال العدائية في غزة بأي ثمن”، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى “مأساة هائلة”. وأضاف أن أولوية الأمم المتحدة تركز على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، في ظل استمرار الحاجة الكبيرة لذلك.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد حدد ظهر يوم السبت المقبل، موعدًا نهائيًا للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، وأضاف في بيان أنه إذا لم يُفرج عنهم بحلول ذلك الموعد، فسيتم إنهاء وقف إطلاق النار، وسيعود الجيش الإسرائيلي لـ “القتال بقوة” حتى “هزيمة حماس” في غزة.

بيان نتنياهو جاء في أعقاب تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال فيه إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يُلغى إذا لم يعد كل الاسرى في غزة بحلول يوم السبت.

صورة 1

وكرر ترامب ما قاله قبل تنصيبه بأن “الجحيم سيُفتح” إذا لم يعد كل الرهائن، وأضاف بأن حماس “ستعرف ما يعنيه”.

وخلال لقائه مع العاهل الأردني في واشنطن أمس الثلاثاء، قال ترامب إن “كل الخيارات ستكون مطروحة” إذا لم يُفرج عن الأسرى الإسرائيليين في الموعد المحدد، مضيفًا أنه لا يعتقد بأن حماس ستلتزم بهذه المهلة.

وأضاف ترامب أنه نظر إلى حالة الأسرى الثلاث الذين أطلقت حماس سراحهم السبت الماضي، وكانت حالهم “مروعة”، وتابع: “يبدون مثل الناجين من الهولوكوست، لا أريد أن يتم إطلاق سراح أسيرتين أو ثلاث فقط كل أسبوع”.

وأعربت عائلات الاسرى الإسرائيليين عن مخاوفها من احتمال فشل اتفاق وقف إطلاق النار. وعبّر أقارب أحد الأسرى، الذي يقع ضمن قائمة الـ 33 أسيرًا المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق، عن قلقهم من فشل الاتفاق، مشيرين إلى أن هذا الاحتمال “مخيف”.

صورة 2

وكانت حركة حماس قد أعلنت الإثنين، أنها ستؤخر إطلاق سراح المزيد من الأسرى “حتى إشعار آخر”، حيث كان من المقرر أن يُطلق سراح ثلاث أسيرًا السبت المقبل.

وأرجعت الحركة ذلك إلى الانتهاكات من قبل إسرائيل، و”فشلها” في الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً البروتوكول الطبي المتفق عليه في مفاوضات المرحلة الأولى.

وقال الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، إن تلك “الانتهاكات” شملت تأخير عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة، واستهداف النازحين في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بأشكالها كافة حسب ما اتفق عليه، مضيفاً بأن المقاومة ملتزمة بالاتفاق.

وقالت مصادر رسمية فلسطينية إن إسرائيل “امتنعت” كذلك عن السماح بإدخال المنازل المتنقلة “الكرفانات” إلى غزة لإيواء الفلسطينيين الذين دُمّرت منازلهم.

وكان من المقرر إطلاق سراح ثلاث من الأسرى السبت المقبل، في مقابل عدد من السجناء الفلسطينيين، وذلك ضمن الدفعة السادسة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث شهدت المراحل السابقة إطلاق سراح 21 رهينة بينهم 16 إسرائيلياً و5 تايلنديين، مقابل الإفراج عن أكثر من 500 سجين فلسطيني.

وضمن بنود الاتفاق، فإن من المفترض أن تطلق حماس سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا خلال المرحلة الأولى، تبقّى منهم 17 أسيرًا لم تطلق الحركة سراحهم بعد. وتقول إسرائيل إن 8 من هؤلاء الأسرى في عداد الأموات، ما يعني أن 9 منهم ما زال يُفترض الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق.

وإعلان حماس جاء بعد وقت قصير من كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة تسيطر بموجبها الولايات المتحدة على قطاع غزة، مع نقل سكان القطاع إلى دول أخرى.

وقالت القناة الـ 12 الإسرائيلية إن إسرائيل كانت على علم مسبق بالإنذار الذي وجهه الرئيس ترامب لحماس بشأن إطلاق سراح الأسرى، مشيرة إلى وجود “تنسيق بين الجانبين”.

وطالب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، نتنياهو بتوجيه رسالة حاسمة لحركة “حماس” حول الإفراج عن جميع الأسرى بحلول يوم السبت.

وقال بتسلئيل سموتريتش في مقطع فيديو موجه لنتنياهو: “رئيس الوزراء، أدعوك واستنادًا إلى التصريح الواضح جدًا للرئيس ترامب، إلى توجيه رسالة حاسمة لحماس”.

وأضاف: “إما أن يتم الإفراج عن جميع الاسرى بحلول يوم السبت فلا مزيد من الدفعات ولا مزيد من الألاعيب أو أننا سنفتح أبواب الجحيم عليهم، وهذا يعني: لا كهرباء، لا ماء، لا وقود، لا مساعدات إنسانية”.

وأشار إلى أنه “سيكون هناك فقط نار و قذائف من الطائرات والمدافع والدبابات واحتلال كامل لقطاع غزة وهناك إخراج لجميع سكان غزة من القطاع، وفقا لخطة الرئيس ترامب، والسيطرة على الأرض وفرض السيادة عليها، لأن هذا هو الثمن المؤلم الذي سوف يفهمونه”.

وأوضح بتسلئيل سموتريتش، قائلاً: “هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على حياة الأسرى لدينا وإعادتهم إلى منازلهم في أسرع وقت ممكن.. لدينا دعم دولي كامل لهذا الأمر عليك إصدار الأمر فورًا”.

فيما دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيتمار بن غفير إلى “شنّ هجوم كبير على غزة من السماء والأرض”.

وأضاف بن غفير بأنه يجب وقف وصول جميع الإمدادات الإغاثية إلى غزة، بما في ذلك “الكهرباء والوقود والمياه”.

وكان بن غفير قد استقال من حكومة نتنياهو الشهر الماضي، في خطوة احتجاجية على موافقة الحكومة على وقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت وسائل إعلام عن بن غفير قوله إنه “إذا عاد نتنياهو إلى الحرب”، فسيعود “فوراً” إلى الحكومة.

وحثّ زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، رئيس الوزراء على الذهاب إلى الدوحة في محاولة لاستئناف إطلاق سراح الرهائن، بعد قرار حماس تعليقه.

وفي شأن ذي صلة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، بأن من المتوقع أن يزور مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، كلاً من إسرائيل وقطر خلال الأسبوع الجاري.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن من المتوقع أن يزور ويتكوف تل أبيب والدوحة، قبل وصول وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى إسرائيل مساء السبت، في أول زيارة له إلى المنطقة.

وفي سياق متصل، أعلنت مصر أنها ستقدم “تصورًا متكاملًا” لإعادة إعمار قطاع غزة، بصورة تضمن “بقاء الفلسطينيين على أرضهم”.

جاء ذلك في أعقاب تصريح للعاهل الأردني خلال لقائه الرئيس الأمريكي في واشنطن، أشار فيه إلى وجود خطة من مصر والدول العربية بشأن “كيفية العمل مع الرئيس ترامب فيما يتعلق بغزة”.

ونقلت وسائل إعلام مصرية، عن مصادر لم تسمّها، إن القاهرة تؤكد رفضها لتوطين سكان غزة، وتتمسك بـ “عدم إخراج الفلسطينيين من أراضيهم أو توطينهم في أي مكان آخر”.

ويتوافق هذا الموقف مع الموقف الأردني الذي عبّر عنه العاهل الأردني عبد الله في أعقاب لقائه بالرئيس الأمريكي، حيث قال إنه أكد على موقف بلاده ضد “التهجير” للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

ويقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلاً من الأردن ومصر، كوجهتين رئيسيتين لاستقبال الفلسطينيين من غزة في حال تنفيذ خطته التي طرحها بشأن القطاع، والمتمثلة بسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية عليه وإخراج سكانه منه ونقلهم إلى دول أخرى.

وأكدت المملكة العربية السعودية، الثلاثاء، “الرفض القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة” بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وأشارت إلى أن السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين.

وجاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

وأعرب عن “الرفض القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة بشأن تهجير الشعب الفلسطيني الشقيق من أرضه”، وعن التأكيد على “مركزية القضية الفلسطينية لدى السعودية”، وفق واس.

وشدد المجلس على أن “السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين”.

والجمعة، قال نتنياهو إن “السعودية لديها مساحات شاسعة وبإمكانها إقامة دولة فلسطينية عليها”.

التصريح الذي استنكرته المملكة، وأصدرت وزارة الخارجية السعودية، الأحد، بيانًا قالت فيه إن “هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض، ولا تنظر إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة أساسًا؛ فقد دمرت قطاع غزة بالكامل، وقتلت وأصابت ما يزيد على (160) ألفًا أكثرهم من الأطفال والنساء، دون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى