مستشهدا بكتابات نجيب محفوظ.. رئيس ألمانيا: مصر أهم شريك تجاري لنا
05:40 م
الخميس 12 سبتمبر 2024
كتب- عمر صبري:
أكد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن مصر، مهد الحضارة الإنسانية، تمتاز بتاريخ عريق مليء بالإنجازات التي غيرت مسار العالم، مشيرا إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي أسست أنظمة صحية متكاملة وابتكرت العملة المحلية الخاصة بها، مما يعكس ريادتها في المجالات الحضارية والاقتصادية على مر العصور.
وفي إطار زيارته، عبّر عن حماسه لمشاهدة محطة القطار السريع الجديدة بالعاصمة الإدارية، التي تقوم بتنفيذها شركة “سيمنز” الألمانية، مؤكدًا على الدور الحيوي الذي تلعبه مصر كأهم شريك تجاري لألمانيا ورابع أهم شريك عالميًا.
وتطرق شتاينماير خلال كلمته في افتتاح مقر الجامعة الألمانية الدولية GIU بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى الفرص الكبيرة المتاحة أمام الشباب الطموح، مشددًا على أن التعليم المزدهر في مصر يسهم بشكل مباشر في تعزيز أمان واستقرار المجتمع.
وأوضح أن هذه المبادرات التعليمية المشتركة بين مصر وألمانيا تعد ركيزة أساسية في دعم التطور الثقافي والعلمي، مما يمهد الطريق لجيل جديد من القادة والعلماء.
وخلال الحفل الذي حضره الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أشرف منصور، الرئيس المؤسس للجامعة الألمانية بالقاهرة GUC ورئيس مجلس الأمناء المشارك للجامعة الألمانية الدولية GIU، والدكتور جورج لوى، رئيس مجلس أمناء الجامعة، استعاد الرئيس الألماني لقاءه بالدكتور أشرف منصور قبل 25 عامًا، وأشار إلى أنه لم يكن يتصور أنهما سيلتقيان مرة أخرى ليشهدا هذا الإنجاز العظيم المتمثل في الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
كما أشار الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى قدرة الرسائل النصية القصيرة على التعبير عن المشاعر، مسترجعًا كيف نظر العالم بإعجاب إلى الرموز الهيروغليفية المصرية منذ قرون طويلة، حين كانت الكتابة نادرة في مناطق كثيرة من العالم.
وأعرب عن إعجابه الشديد بسحر الحضارة المصرية أثناء زيارته لمنطقة سقارة الأثرية، مضيفًا أنه عندما زار مصر لأول مرة لم يكن يدرك مدى عمق تعبير مصطلح “مصر أم الدنيا” بهذه العظمة.
ورغم ما تحمله مصر من إرث تاريخي، قال شتاينماير إنه يفضل الحديث عن المستقبل، مشيرًا إلى أن القاهرة تُعرف بأنها المدينة التي لا تنام، وهذا يعكس الرابط الفريد بين التراث والحداثة، فالمدينة تمزج بين المباني الأثرية القديمة والتصاميم الحديثة التي تعبر عن الحاضر وتطلعات المستقبل.
وأكد الرئيس الألماني أن مصر تتمتع بكنز حقيقي يكمن في سكانها، مشددًا على أن المصريين لديهم طاقات كبيرة في مجالات الإبداع والابتكار.
وحث كل مصري على أن يكون طموحًا، مؤكدًا أن هناك ثلاثة عوامل أساسية لتحقيق التنمية: التعليم الجيد، الاقتصاد القوي، والحرية.
وأبدى شتاينماير إعجابه بالاهتمام الكبير الذي توليه مصر للتعليم العالي والبحث العلمي، وسعادته بوجود نحو 400 ألف مصري يتعلمون اللغة الألمانية رغم صعوبتها.
كما عبّر عن فخره أثناء زيارته للمدرسة الألمانية بالقاهرة، حيث شعر بارتباط قوي بين التعليم الألماني وأجيال الشباب المصري.
وفي خطابه، استشهد شتاينماير بالجملة الخالدة للكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ: “رغم ما يجري حولنا، إلا أني متمسك بالتفاؤل حتى النهاية.”
وأكد أن محفوظ كان على دراية بأن سر تقدم الشعوب يكمن في تماسك النسيج الاجتماعي، وهو ما يعتبره الرئيس الألماني أحد العوامل الحاسمة لاستقرار وتقدم المجتمعات.
كما أعرب عن سعادته بما شاهده من تطور تكنولوجي واستخدام للطاقة في الجامعة الألمانية الدولية، مشيرًا إلى المشروعات الضخمة التي شاهدها خلال زيارته.
واختتم شتاينماير كلمته بتمنياته الصادقة للطلاب والطالبات بالتوفيق في حياتهم المستقبلية، مشيرًا إلى أن العلم والمعرفة هما الطريق الأكيد لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
وتفقد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، برفقة الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أشرف منصور، الرئيس المؤسس للجامعة الألمانية بالقاهرة ورئيس مجلس الأمناء المشارك للجامعة الألمانية الدولية، ويوليوس جورج لوى، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية الدولية، بالإضافة إلى عدد من الدبلوماسيين والأكاديميين والشخصيات العامة والإعلاميين، معرض الأبحاث والتكنولوجيا المشترك بين جامعتي الألمانية GUC والدولية GIU، حيث يمثل هذا المعرض منصة متميزة لعرض الابتكارات والمشروعات التي تعكس التعاون بين طلاب من مختلف الكليات والتخصصات. وخلال الجولة، قدّم الطلاب رؤى وإبداعات متميزة، مما يعزز فكرة دمج المعرفة والابتكار بين التخصصات المتنوعة.
ومن بين المشروعات التي استوقفت الرئيس الألماني كان مشروع “روبوت دلتا” لتطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد، والذي قام بتطويره وتصنيعه بالكامل بإمكانيات الجامعة طلاب قسم الميكاترونكس بكلية الهندسة وعلوم المواد في الجامعة الألمانية الدولية GIU ، ويستخدم في الصناعات التي تتطلب الدقة والسرعة مثل التجميع، التغليف، والنقل. يتميز الروبوت بحركاته الدقيقة والسريعة التي تسهم في تقليل أوقات الإنتاج، توفير الخامات، وتحسين جودة الطباعة، مع الحفاظ على كفاءة استهلاك الطاقة، ويعد المشروع صديقًا للبيئة وقادرًا على العمل 2500 ساعة متواصلة، مما يجعله خيارًا فعالًا وموفرًا للطاقة.
كما لفت انتباه الرئيس مشروع “المصنع الذكي”، الذي يعد نموذج يحاكي الدمج بين العنصر البشري والصناعة الذكية باستخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مع استشراف الثورة الصناعية الخامسة، قام طلاب الجامعة الألمانية الدولية GIU ببرمجة هذا النموذج الذي يوضح كيفية تغيير خطوط الإنتاج وإدارة كافة مراحل التصنيع، ويتميز المصنع بمرونة كاملة وأسرع عملية إنتاجية ممكنة، إذ يتكون من ثلاث مراحل ويعمل باستخدام روبوتين، ما يسهم في زيادة سرعة الإنتاج وتقليل العيوب وتخفيض التكاليف، مما يوفر حلاً ذكيًا وفعالًا للشركات المصنعة.
أما المشروع الثالث الذي استوقف الرئيس شتاينماير فكان متعلقًا بعالم الموضة، استوحى الطلاب تصميماتهم من الحضارة المصرية القديمة، مع إعادة صياغتها بروح العصر الحديث باستخدام مواد وخامات صديقة للبيئة وعالية الجودة. ويعكس هذا المشروع قدرة الطلاب على الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية مع تطويرها لتواكب متطلبات العصر الحديث. كما يهدف المشروع إلى تقليل الاعتماد على استيراد الأزياء من الخارج، مما يساهم في توفير العملة الأجنبية، ويظهر التفرد المصري في المزج بين التنوع الثقافي العريق والتطور العصري.
وخلال جولته التفقدية، أبدى الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير اهتمامًا كبيرًا بمشروع “السيارة ذاتية القيادة” من الجيل الخامس، التي طورها طلاب الجامعة الألمانية الدولية، هذه السيارة الكهربائية تُعد صديقة للبيئة وتمتاز بدقة ومرونة كبيرة في الحركة، حيث استطاع الطلاب دمج تكنولوجيات معقدة لتُمكن السيارة من توقع تصرفات المارة والعناصر البشرية على الطريق، مما يقلل من مخاطر الحوادث ويخفف من التكدس المروري، كما يمكن استخدام هذه السيارة الذكية في الأماكن السياحية لتقديم جولات مريحة، كما أنها مناسبة للاستخدام في الشوارع العامة. ولإثبات فعالية التطورات التي قام بها الطلاب، تم اختبار السيارة في شوارع مدينة ميونخ الألمانية، وذلك بفضل الشراكة بين الجامعة الألمانية الدولية وجامعة ميونخ التقنية TUM، وهو ما أتاح للطلاب تجربة ابتكاراتهم في بيئة متقدمة وداعمة للتكنولوجيا.
ضم فريق تطوير السيارة ذاتية القيادة طلابًا من عدة تخصصات، بما في ذلك هندسة السيارات، هندسة الروبوتات والتشغيل الآلي، هندسة التحكم والميكنة، وهندسة القوى وأنظمة الطاقة الكهربائية. كما شمل الفريق طلابًا من كلية الهندسة المعمارية، وعلوم الكمبيوتر، وعلوم البيانات، وهندسة البرمجيات، وأمن المعلومات والبيانات، مما يعكس التعاون المتعدد التخصصات الذي ساهم في نجاح هذا المشروع المبتكر.
وبالإضافة إلى مشروع السيارة ذاتية القيادة، ضم المعرض أكثر من 30 مشروعًا بحثيًا وعلميًا من طلاب الجامعة الألمانية الدولية بمختلف التخصصات. تميزت معظم هذه المشاريع بجودتها العالية وقابليتها للدخول في الأسواق المحلية والعالمية، مما يؤكد الدور الرائد للجامعة في تقديم حلول مبتكرة ومستدامة تخدم المجتمع وتواكب التقدم التكنولوجي العالمي.